للإسلام، وذلك بتبليغ هذا الدين الحق إلى الناس كافة حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. فالأمر الطبيعي أن يسير العمل لتحقيق هذا الهدف العظيم بتخطيط دقيق، وألا يكون ارتجاليًّا أو ردود أفعال فيقسم الهدف الكبير إلى أهداف مرحلية، وتوضع الخطة لكل منها، والوسائل اللازمة ويتابع التنفيذ وهكذا) (?).
إن الاهتمام بأصول وقواعد التخطيط وممارسته في الحياة الدنيا وفق التصور الإسلامي الصحيح من الأسباب المهمة لتمكين دين الله.
إن من أسباب التمكين أن تهتم الحركات الإسلامية بالجانب الاقتصادي، لأن القوة الاقتصادية هي عصب الحياة الدنيا وقوامها، والضعيف فيها يقهر ولا يحسب له حساب إلا في ظل شرع الله حين يحكم، ولذلك ينبغي على الحركات الإسلامية أن تعتمد على الذات في موارد ثابتة، وهذا من النفرة التي أمرنا الله (عز وجل) بإعدادها لمواجهة الأعداء ونشر الدين، والاستغناء عن مد يد الاستجداء، مما يوفر للدعوة والدعاة حرية التحرك، واتخاذ القرار دون ضغوط كابحة للنشاط الإسلامي من أي جهة كانت, إضافة إلى ما توفره القوة المادية من ثقل إعلامي واجتماعي وسياسي هي بأمس الحاجة إليه (?).
كما أن حاجات العمل المتعددة تحتاج إلى أموال طائلة لتغطيتها، والمطلوب من الحركات الإسلامية أن تعد من رجالها من التجار المسلمين من تظهر على سلوكه أخلاق الإسلام في التعاملات التجارية, وتزوده بالخبرات الميدانية بحيث يقتحم مع إخوانه مجالات التجارة الدولية والأسواق العالمية, ويعمل على توحيد جهود التجار المسلمين وإيجاد شبكات للتعاون المثمر بحيث يقارعون الشركات اليهودية والشيوعية والنصرانية ويبذلون ما في وسعهم من أجل هيمنة الاقتصاد