الدليل الأول: أن العلماء ورثة الأنبياء، وهم المفضلون بعد الأنبياء على سائر البشر:

عن أبي الدرداء (?) - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكنهم ورثوا العلم, فمن أخذه أخذ بحظ وافر» (?).

قال الإمام ابن رجب (?) - رحمه الله -: «يعني أنهم ورثوا ما جاء به الأنبياء من العلم، فهم خلفوا الأنبياء في أممهم بالدعوة إلى الله وإلى طاعته، والنهي عن معاصي الله والذود عن دين الله» (?).

الدليل الثاني: إن العلماء هم المبلغون عن الأنبياء:

قال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «تسمعون ويسمع منكم، ويسمع ممن يسمع منكم» (?).

فبين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن هذا العلم يؤخذ بالتلقي وكل جيل من أهل العلم يبلغه لمن بعدهم.

وهؤلاء المبلغون هم المستحقون لدعوة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «نضر الله عبدًا سمع مقالتي، فحفظها ووعاها، وأداها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه».

ولقد جمع العلماء بين نقل أقوال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى من بعدهم، وفقه تلك الأقوال وفهمها، فالعالم حامل فقه وفقيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015