وفي هذه فضيلة أهل العلم، وأنهم الناطقون بالحق في هذه الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، وأن لقولهم اعتبارا عند الله وعند خلقه (?).

ويقول سبحانه في سياق قصة قارون: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ .... } [القصص: 80].

فأهل العلم هنا كانوا متميزين عن غيرهم، فهم بصراء بالشر وعلماء بالخير، فلما رأوا الناس يتمنون مثل ما أوتي قارون، حذروهم من الشر، وبينوا لهم الخير، وأن الدار الآخرة خير لمن آمن وعمل صالحا.

ولم يعرف هؤلاء الذين تمنوا حظوظ الدنيا أن العلماء على الحق إلا حينما حلت عقوبة الله بقارون عندها: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ

الرِّزْقَ لِمَن يَّشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاَ أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [القصص: 82].

ولما كان العلماء هم العارفين بالشر صاروا هم الذين ينهون الناس عن الوقوع فيه، قال تعالى: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: 63].

أي: هلا نهاهم العلماء المتصدون لنفع الناس عن هذه الشرور العظيمة، وهم - أي: العلماء - العارفون بالشر ومداخل الشر فكان لزاما أن يبينوا للناس.

والناس عليهم لزوم طاعة العلماء والاستجابة لتحذيرهم من الشر ونهيهم عن المعاصي (?).

هذه بعض الأدلة في القرآن الكريم، وأقوال المفسرين فيها ترشدنا إلى أهمية العلماء في قيادة الأمة وقيادة الصفوة التي تقود الأمة.

وقد جاءت الأحاديث النبوية في إرشاد الأمة إلى منزلة العلماء:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015