وفي ضمن ذلك تعديلهم، وأن الخلق تبع لهم، وأنهم هم الأئمة المتبوعون، وفي هذا من الفضل والشرف وعلو المكانة ما لا يقادر قدره) (?).
الدليل الرابع: أنهم أهل الفهم عن الله عز وجل:
قال تعالى: {وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].
إن الأمثال تضرب للناس كلهم ولكن تعقلها وفهمها خاص بأهل العلم, قال ابن كثير - رحمه الله: (وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون منه) (?).
وقال الشيخ ابن سعدي - رحمه الله -: (وما يعقلها) أي: بفهمها وتدبرها وتطبيقها على ما ضربت له، وعقلها في القلب، (إلا العالمون): أي: أهل العلم الحقيقي الذي وصل العلم إلى قلوبهم.
وهذا مدح للأمثال التي يضربها، وحث على تدبرها وتعقلها، ومدح لمن يعقلها، وأنه عنوان على أنه من أهل العلم، فعلم أن من لم يعقلها ليس من العالمين (?).
الدليل الخامس: أن أهل العلم أبصر الناس بالبشر ومداخل الشر، قال تعالى: {قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [النحل: 27].
قال الشيخ العلامة ابن سعدي - رحمه الله -:
{قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ" أي: العلماء الربانيون {إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ" أي: يوم القيامة {وَالْسُّوءَ" أي: سوء العذاب {عَلَى الْكَافِرِينَ".