ثم قلنا: إن الرب تبارك وتعالى قال: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ * وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا} [الأعراف:142 - 143]، فكان هناك ميقاتان: ميقات مكاني وميقات زماني.
فالميقات المكاني: الوادي المقدس، أو جبل الطور، قال الله جل وعلا: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [القصص:44]، فجبل الطور هو الجبل الذي كلم الله عنده موسى مرتين: المرة الأولى: في أول أيام الوحي، والمرة الثانية: في وقت الميقات الذي وعده الله جل وعلا إياه، فهذا هو الميقات المكاني.
وأما الميقات الزماني فإن الله كلم عبده موسى بن عمران بعد أربعين يوماً، فوافق ذلك يوم عشر ذي الحجة، فإن الله وعده ثلاثين يوماً، وعند جماهير العلماء هي شهر ذي القعدة، ثم زاده الله عشراً، قال الله: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف:142]، فاليوم الأربعون هو اليوم العاشر من ذي الحجة المتمم للثلاثين ذي القعدة وعشر ذي الحجة.