ثم قلنا: إن الله جل وعلا قال: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً} [الأعراف:142]، وقلنا: إن القاعدة في ذكر الأيام والليالي أن الأيام تحسب بها المنافع الدنيوية، فالمزارعون -مثلاً- إنما يحصدون بناء على البروج الشمسية، وليس لهم علاقة بالأهلة، وأما الأهلة والليالي فإنما يحسب بها المناسك الدينية، قال الله جل وعلا: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة:189]، وهذه فيها فائدة كبرى، وهي أن يعرف الإنسان أن ما يتعلق بالأيام فيه المنافع الدنيوية، وما يتعلق بالليالي فيه المنافع والمناسك الدينية.