وقوله: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143] فيه فوائد مهمة، و (لن) للنفي، وقد ظهرت فرقة يقال لها: المعتزلة تقول: إن الله جل وعلا لا يرى في الآخرة! ومن حججهم هذه الآية، يقولون: إن الله قال لموسى: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143] بمعنى: لن تراني أبداً.
فقالوا: يستحيل أن يُرى الله في الآخرة، ونحن -معشر أهل السنة- نؤمن بأن الله جل وعلا يُرى في الآخرة؛ لدلالة الكتاب ودلالة السنة، قال الله جل وعلا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:22 - 23]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته) والحديث في الصحيحين وفي غيرهما.
والمعتزلة فرقة ظهرت في أواخر القرن الأموي، وعظم قولها وسلطانها في عصر بني العباس أيام المأمون والمعتصم.
قلنا المعتزلة ماذا؟ فرقة ويقوم مذهب المعتزلة على خمسة بنود: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب فهمهم.