والخرافة، وفشا الاعتقاد الفاسد في الجنّ، وفي الأولياء، أمواتا وأحياء، وصار كثير من الناس يعتقدون فيهم القدرة على جلب النفع، ودفع الضر، فأصبحوا يستغيثون بهم في النوازل والحوادث، ويستعينون بهمِ في قضاء الحاجات، ويقدمون لهم النذور والقرابين والهدايا؛ خوفا من غضبهم، وجلبا لبرهم، بل إِن كثيرا من الناس اعتقدوا في الجمادات، كالأشجار، والأحجار، أن لها تأثيرا في جلب المنافع، ودفع المضار1.

ويصف الشيخ محمد بن عبد الوهاب حال أهل نجد في إحدى رسائله الشخصية قائلا:

((وعرفت ما الناس فيه من الجهل، والغفلة، والإِعراض عما خلقوا له، وعرفت ما هم عليه من دين الجاهلية، وما معهم من الدين النبوي، وعرفت أنهم بنوا دينهم على ألفاظ، وأفعال، أدركوا عليها أسلافهم، نشأ عليها الصغير، وهرم عليها الكبير)) 2.

وقد عالج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بمنهج تربوي إسلامي، هذا الواقع المريض، وطلب له الدواء الشافي من القرآن، والسنة، في ضوء فقه سديد بهما.

ولم يأل الشيخ جهدا في معالجة الأحوال بالدروس واللقاءات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015