والرسائل والإِصلاحات المباشرة التي تعمل على تغيير الواقع، وتواجهه بقوة، وحسم، كاشفة علله وأمراضه، رابطة إِياه بجذوره في الماضي، موجهة إِياه إِلى استشراف المستقبل، محققة ربطا موصولا بين الماضي، والحاضر، والمستقبل.

وعندما نستحضر في ذهننا كتب الشيخ، ورسائله، وسائر جهوده العلمية والدعوية، تتكون لدينا صورة واقعية واضحة عن مساحة الضوء، وكثافة الجهد، اللذين قدمهما الشيخ خدمة للناس، وعلاجا لأمراضهم، ودفعا لهم نحو مستقبل أفضل لا ينفصل عن ثوابت الماضي، ولا يندفع دون ضوابط -عقدية وقيمية- نحو المستقبل.

وكان هاجس المستقبل المنشود للدعوة الإِسلامية التي جددها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، يحتل مكانة أساسية في ذهن الشيخ وهمه ومشروعه الإِصلاحي، وتفيدنا رسائله إِلى رؤساء القبائل، وإِلى العلماء، في أرجاء الجزيرة العربية وخارجها، إِلحاحه في بيان أهمية الدولة الإِسلامية التي تحمي رسالة التوحيد، وتقيم حدود الشريعة، وتردّ الناس إِلى دين الإِسلام، بعد أن دب الضعف، والهزال فيهم، وراحت الأطماع السياسية لدى بعض أبناء الأمة الإِسلامية ممن انضووا تحت رايات القومية الملحدة، والدعوات المادية، والتغريبية، والعلمانية راحت هذه الأطماع تتوزع العالم الإِسلامي، وتتخطفه من كل جانب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015