التي تكون قبيلة واحدة، ولكل قبيلة أمير، أو شيخ نافذ الكلمة فيهم.
وقد عاد إِلى معظم هذه القبائل حميتها الجاهلية، وعصبيتها القبلية البغيضة، فساد بينها السلب، والنهب، والقتل، وبلغ فيها الجهل، والخرافة مبلغهما، وتفشت الرذيلة، والأخلاق الفاسدة بين جماعات في البادية، حتى في الأماكن الشريفة كـ: (مكة) ، حيث تنتهك الحرمات، وترتكب المخالفات1.
وأما الحاضرة، فقد يوجد في البلد الواحد عدة أمراء، وقد غلب على كثير من هؤلاء الأمراء الظلم، والجور. ومن الناحية العلمية، حظيت الحاضرة بنوع من التعليم، والثقافة لاستقرارها، إِلا أن أكثر اهتمام علماء نجد لم يكن يتجاوز المسائل الفرعية في الفقه، يحفظون متونها، وشروحها، وحواشيها، دون تحرير أو تحقيق أما نصيبهم من علم التوحيد، والتفسير، والحديث، واللغة، فقليل لا يكاد يذكر2.
وغلب على أكثر هؤلاء العلماء السكوت على منكرات العامة، فساعد سكوت العلماء، وفساد الحكام على انتشار الفساد الأخلاقي والاجتماعي. وقد انتشر الشرك الأكبر، لكونه ثمرة مرة من ثمار الجهل