ولم يكن لهذه الإِمارات والمشيخات نظام سياسي معروف، إِلا ما قضت به أهواء أمرائها، وعاداتهم، ولم تكن هناك رابطة سياسية تربط بينها، بل كانت الحروب قائمة في معظم الأحيان بين أمرائها، وكان العداء مستمرا بين البدو والحضر، حتى عمت الفوضى، وكثرت الانقسامات، وافترقت الكلمة1.

ومما تجدر ملاحظته أن إِقليم نجد لم يخضع للدولة العثمانية في تلك الفترة السابقة لبدء ظهور الدعوة على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فلم يشهد الإقليم ولاة عثمانيين، ولا حاميات تركية، على الرغم من وجود النفوذ العثماني -وإِن كان نفوذا اسميا- على أطراف هذا الإِقليم بالحجاز، والأحساء، ولعل السبب في ذلك يعود إِلى وعورة أرضه، وتمكّن التوزيع القبلي والعشائري فيه، ولم تكن هناك فائدة ترجى منه2.

ومن الناحية الدينية، ساد في نجد الجهل الذي كان سببا في انتشار الفساد الأخلاقي، والعقدي3.

ولهذا لا يكون من المبالغة القول: إِن معظم إِقليم نجد -في أيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب- أشبه بحالة العرب الأولى، فهو ينقسم إِلى حاضرة، وبادية، ومجتمع البادية -وهو الأغلب-يقوم على العشائر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015