ووصلوا الى النوبة وغزوا خلقيذونيا فافتتحوها. وفي السنة العاشرة لهرقل تحرّكت العرب بيثرب. وفي السنة الخامسة عشرة لهرقل غزا الفرس جزيرة رودس فافتتحوها. وأمر كسرى ان يؤخذ رخام الكنائس التي في جميع المدن التي فتحها وتحدر الى المدائن.

ولقي فيه الناس جهدا جهيدا. وفي هذه السنة غزا اهل هرقل الفرس فافتتحوا مدينة كسرى وسبوا منها خلقا كثيرا وانصرفوا. وفي السنة السابعة عشرة لهرقل انكسف نصف جرم الشمس وثبت كسوفها من تشرين الاول الى حزيران ولم يكن يظهر من نورها الّا شي يسير.

وفي هذا الزمان كان الحرث بن كلدة طبيب العرب أصله من ثقيف من اهل الطائف رحل الى ارض فارس وأخذ الطبّ عن أهل جنديسابور وغيرها في الجاهلية قبل الإسلام وطبّب بأرض فارس وحصّل مالا. ثم ان نفسه اشتاقت الى بلاده فرجع الى الطائف واشتهر وأدرك الإسلام. وكان النبيّ عليه السلام يأمر من كان به علّة ان يأتيه فيستوصفه. وكان الحرث يقول: من سرّه البقاء ولا بقاء فليباكر الغذاء وليخفف الرداء وليقلّ من غشيان النساء. يريد بخفة الرداء ان لا يكون عليه دين [1] وقيل مات الحرث في أول الإسلام ولم يصحّ إسلامه. وفي هذا الزمان كان يعرف اهرون القسّ الاسكندري. وكنّاشه في الطبّ موجود عندنا بالسريانية وهو ثلثون مقالة. وزاد عليها مقالتين أخريين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015