زمانهما وبين بطليموس صاحب المجسطي خمسمائة سنة وسبعين سنة [1] .
المعروف بالأسود. واليونانيون يسمونه اوخوس. ملك سبعا وعشرين سنة واستعاد ملك مصر وهزم نقطابيوس [2] ملكها وصار يسيح في بلاد اليونانيون بزيّ منجّم لأنه كان ماهرا في علم الفلك واسرار الحركات السماوية. وقيل انه تلطف لمجامعة ألومفيذا امرأة فيليفوس ملك مقدونيا في تنجيمه لها. فحملت منه بالإسكندر ذي القرنين.
ملك اربع سنين. وفي زمانه اشتهر سقراطيس الحكيم المتألّه. هذا زهد في الدنيا ومتاعها الى حد انه سكن الحبّ. وقيل له: ان انكسر الحبّ ماذا تعمل. فقال: ان انكسر الحب لم ينكسر مكانه. وكان يقول: حسن الظاهر تابع للحسن الباطن فيستدل على حسن النفس بحسن البدن. ولأنه كان يختار للتعليم الاحداث الوسام نسبه الاثنيّون الى الفحشاء. ولكثرة تقييده الملك المشتهر بالفجور علم ابنيه انطوس وميليطوس الإفساد عليه وأماته مسموما.
وبعد موت سقراط صار الصيت لافلاطون. هذا كان شريف الوالدين نسب أبيه يرتقي الى فوسيديون ونسب أمّه الى سولون واضع النواميس للاثنيّين. وقيل: انه تميز في حداثته في علم الشعر. فلما رأى سقراط يهجن هذا الفن من جملة العلوم احرق كتبه الشعرية وتلمذ له خمسين سنة ومنه اقتبس الحكمة الفيثاغورية وقال: ان المبادي ثلثة الإله والهيولي والصورة. واثبت وجود الأمثال النوعية في الخارج مجرّدة عن الموادّ. وادّعى تناسخ النفوس وان وجودها قبل وجود الأبدان. وكان يأذن لمن عجز عن مكابدة العزوبة من تلامذته ان يشاركه النفر منهم في زوجة واحدة لما في ذلك من قلة المؤنة وكثرة المعونة.
وقد عدّ له ثاون الاسكندريّ ثلثة وثلثين كتابا. والموجود منها الآن كتاب فادن وكتاب طيماوس وكتاب النواميس وكتاب سياسة المدن. ومات وقد بلغ من العمر اثنتين وثمانين سنة. وخلّف بستانين [4] ومملوكين وكأسا واحدا وقرطا كان معلّقا في شحمة أذنه شعارا