شامخة عليها بسبب ولدها فأزاحتها سارا من عندها الى القفر بغيظة منها فتراءى ملك الرب لهاجر قائلا: لا تيأسي من رحمة ربك فان الله قد بارك على الصبي حين خاطب أباه ابرهيم. وكان خاتمة البركة باللغة السريانية هكذا: وأكبرته طب طب وأعظمته جدا جدا.

أقول قد اتّفق في هذه الألفاظ سرّ عجيب لاح في عصرنا وهو انّا إذا جمعنا حروفها بحساب الجمّل كان الحاصل ستمائة وستة وخمسون سنة وهي المدة من الهجرة الى السنة التي قتل فيها آخر الخلفاء العباسيين وزال الملك المعظم جدا عن آل إسماعيل. وبعد مائة سنة مضت من عمر ابرهيم ولد له اسحق من سارا. ولما حصل لإسحاق تسع عشرة [1] سنة أصعده ابرهيم لجبل نابو [2] ليضحّي به ضحيّة لله تعالى ففداه الله بحمل مأخوذ من الشجرة وأنقذه. والحمل مثال لسيدنا يسوع المسيح له المجد الذي فدى العالم بنفسه ولذلك قال في انجيله المقدس: ان ابرهيم كان يرجو ان يشاهد يومي فشاهد وسرّ. وقيل في تلك السنة تمّ ملكيزدق بناء أورشليم. وفي ثماني وثلثين سنة من عمر اسحق درجت سار أمّه وعمرها مائة وسبع وعشرون سنة. وتزوج ابرهيم قنطورا ابنة ملك الترك. ولما بلغ اسحق أربعين سنة نزل ايليعازر وليد بيت ابرهيم الى حرّان وجاء برفقا زوجة اسحق ولما توفي ابرهيم دفن الى جانب قبر سارا زوجته في المغارة المضاعفة التي ابتاعها من عفرون الحيثانيّ. وفي زمن ابرهيم كانت ساميرم ملكة اثور وهي بنت التلال خوفا من عود الطوفان.

(اسحق بن ابرهيم)

ولد له يعقوب وعمره ستون سنة. وجميع أيامه مائة وثمانون سنة. وبعد عشرين سنة من تزوّجه حبلت رفقا امرأته. ولأنها تألمت بالحبل مضت الى ملكيزدق لتسأله [3] عن حملها ودعا لها وبشّرها بأن امّتين عظيمتين في احشائك وان الكبير من توأميك يطيع الصغير يعني عيسو أبا الاذوميين وهم الافرنج الشقر [4] ينقاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015