وعشرين سنة من عمره كان جهاد أيوب الصديق على رأي اروذ الكنعانيّ. وبنى ارمونيس ملك كنعان سذوم وغامورا على اسم ولديه ومدينة صاعر [1] على اسم أمهما.
ولد له ابراهيم وعمره على الرأيين. جميعا سبعون سنة. وجميع أيامه مائتان وخمس وسبعون سنة. ومات بمدينة حرّان. وبنى مورفوس ملك فلسطين مدينة دمشق قبل ميلاد ابراهيم بعشرين سنة. ويوسيفوس يقول ان عوص بن أرام بناها ومن هاهنا يتفق التاريخان السبعيني والعبراني.
ولد له اسحق وعمره مائة سنة. وجميع أيامه مائة وخمس وسبعون سنة. ولما أتت عليه خمس عشرة سنة استجابه الله تعالى في العقاعق التي كانت تفسد في ارض الكلدانيين وتمحق زروعهم. واحرق ابرهيم هيكل الأصنام بقرية الكلدانيين ودخل هاران اخوه ليطفئ النار فاحترق ولذلك فر ابراهيم وعمره ستون سنة مع أبيه ترح وناحور أخيه ولوط بن هاران أخيه المحترق الى مدينة حرّان وسكنها اربع عشرة سنة.
ثم خاطبة الله قائلا: انتقل عن هذه الديار التي هي ديار آبائك الى حيث آمرك. فأخذ سارا امرأته ولوط ابن أخيه وصعد الى ارض كنعان وحارب ملوك كدر لعمر وقهرهم.
وفي عوده من المحاربة اجتمع بملكيزدق الكاهن الأعظم وخرّ على وجهه بين يديه وأعطاه عشرا [2] من السلب وباركه ملكيزدق. وفي سنة خمس وثمانين من عمره وعده الله ان يجعل نسله كعدد الكواكب التي في السماء وذريته كرمل البحار فوثق ابرهيم بالله حق الثقة.
وفي هذه السنة دخل الى مصر ووشي. بحسن سارا امرأته الى فرعون [3] فسأل ابراهيم عنها.
فقال: هي اختي من ابي لا من امي. ولم يكذب بقوله هذا لأنها كانت ابنة عمه فأقام جدهما مكان أبيهما. فاختارها فرعون الى نفسه مختليا حتى حقق انها زوجته فردها اليه مع هدايا جزيلة من. جملتها هاجر المصرية أمة سارا وتقدم اليه بالانتزاح من بلده خوفا من ان يهجس في صدره هاجس سوء ثانيا. ولأنه لم يكن لإبراهيم ولد من امرأته سارا سمحت بجاريتها هاجر فوطئها ابرهيم وولدت له إسماعيل. واستهانت هاجر بسارا مولاتها