ومن علمائنا مار غريغوريوس النوسويّ ويعقوب الرهاويّ [1] يزعمان ان جميع المخلوقات انما وجدت في آن واحد [2] والكتاب الالهي انما خصص كون كل كائن بيوم لتعليمنا حسن الترتيب في الأمور وان الله غير موجب بالذات بل فاعل بالاختيار له ان يبرأ ما شاء متى شاء.
وكان آدم وحواء عاريين بغير لباس ولم يستح أحدهما من الآخر حتى دخل الشيطان في الحية وخدعت حواء فأكلت من الثمرة التي نهاهما الله تعالى عن الأكل منها واعطت ايضا آدم بعلها فأكل. فانفتحت أعين قلبيهما وأحسا بالعري فاستحيا واتزرا بورق التين وأهبط بهما من جنة عدن الى الأرض على تسع ساعات من نهار الجمعة وكانت خلقتهما في الساعة الاولى [3] من هذا النهار بعينه.
وقد اختلفت علماؤنا في امر الثمرة المنهي عنها [4] فقال قوم انها البرّ وقال آخرون انها العنب وقال الأكثرون انها التين وغريغوريوس النوسويّ يزعم انها رمز الى القوة الشهوانية والنازينزيّ يرى انها رمز الى المراء في ذات الله وصفاته.
وعلى رأي مارثوديوس [5] بعد ثلثين سنة للانتفاء من الجنة باشر آدم حواء فولدت قايين وقليميا أخته توأمين. وبعد ثلثين اخرى غشيها فولدت هابيل ولبوذا أخته توأمين.
وبعد سبعين سنة اخرى حاول آدم تزويج كل واحد منهما بتوأمة أخيه. فأبى قايين طالبا توأمته ولأجل ذلك قرب قربانا من ثمار ارضه لكونه فلاحا فلم يقبل لفساد طريقته.
ورفع هابيل قربانا من أبكار غنمه لكونه راعيا فقبل بحسن سيرته. فأسرّ قايين عداوة أخيه فقتله غيلة واستوطن ارض نوذ [6] الخارجة عن حدود ولد أبيه. وحزن آدم على هابيل مائة سنة. ثم عاد مفضيا الى حواء فولدت شيث والماضي من عمر آدم يومئذ على رأي