الشمس رؤوسهم سخنت أمزجتهم واحترقت اخلاطهم فاسودت ألوانهم وتفلفلت شعورهم فعدموا بهذا الاناة وثبوت البصائر كالحبشة وباقي السودان الا الهند فان الله قد فضلهم على كثير من السمر والبيض وهم معدن الحكمة وينبوع العدل الا انهم يثبتون أزل العالم ويبطلون النبوّات ويحرمون ذبح الحيوان ويمنعون إيلامه.
ابو البشر خلق يوم العروبة [1] سادس الشهر الاول وهو نيسان سنة احدى للعالم بعد ان خلق الله تعالى في يوم الأحد وهو أول نيسان السماء العليا اي الفلك التاسع المتحرك بالحركة الاولى من المشرق الى المغرب والأرض وتسع مراتب الملائكة والنور والأركان الاربعة. وخلق تعالى في يوم الاثنين الرقيع وهو السماء الدنيا اي الفلك الثامن وما في ضمنه من الارقعة السبع. المتحركة بالحركة الثانية من المغرب الى المشرق.
وفي يوم الثلثاء امر الله تعالى الماء فاجتمع الى مكان واحد صائرا بحرا وأظهرت الأرض منبتة عشبا وأشجارا مثمرة وغير مثمرة [؟] في يوم الأربعاء قال عزّ من قائل: لتكن مصابيح اي كواكب في علو [؟] بين الليل والنهار ولدلالات الأوقات والأيام والأعوام فرصّعت الثوابت بالفلك الثامن [2] والنّيران والخمسة المتحيّرة كل بفلكه واستولت الشمس على سلطان النهار واستولى القمر على سلطان الليل وبقي الفلك التاسع وحده متطلّسا. وفي يوم الخميس خلق الله تعالى التنانين العظام وكل نفس متحركة في الماء وكل طائر ذي جناح. وفي يوم الجمعة امر الله تعالى الأرض فأخرجت أنفسا حيوانية بهائم وسباعا وحشرات. ثم خاطب ملائكته [3] قائلا: هلمّوا نخلق إنسانا بصورتنا ومثالنا عارفا بالخير والشر مستطيعا لفعلهما. فظهرت يمين مبسوطة فيها أجزاء من العناصر الأربع ونفخ فيها نسيم الحياة فوجد آدم شابا. ثم القى الله عليه الرقاد وانتزع احدى أضلاعه من جنبه الأيمن وخلق منها حواء ام البشر وأسكنهما فردوس عدن وهو الجنة ومستقرها نحو المشرق واباحهما الأكل من جميع ثمار الجنة خلا شجرة معرفة الخير والشر. وأردف ذلك يوم السبت فلم يخلق فيه شيئا.