كتاب الله وسنّة نبيه وسنّة الشيخين. قال: اما كتاب الله وسنّة نبيه فنعم. وامّا سنّة الشيخين فأجتهد رأيي. فجاء الى عثمان فقال له: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنّة نبيه وسنّة الشيخين. قال: اللهمّ نعم. فبايعه ابو عبيدة والجماعة ورضوا به. وأول ما فتح في خلافته ماه البصرة وما كان بقي من حدود أصفهان والريّ على يد ابي موسى الاشعريّ.
ثم بعث عثمان عبد الله بن عامر الى اسطخر وبها يزدجرد. فخرج الى دارابجرد [1] .
فأرسل عبد الله مجاشع بن مسعود في اثر يزدجرد. فركب المفازة حتى أبي كرمان وأخذ على طريق سجستان يريد الصين. وجاء مجاشع الى سجستان. ثم انصرف لمّا لم يدرك يزدجرد وعاد الى فارس. فاشتد خوف يزدجرد واستمدّ طرخان التركي لنصرته. ولما ورد استخف به وطرده لكلام تكلم به بعض الترك. وعند انصرافهم أرسل ماهويه مرزبان مرو وكان قد خامر على يزدجرد [2] الى طرخان أن: كرّ عليه فاني اظاهرك. فكرّ طرخان على يزدجرد. فولّى يريد المدينة. فاستقبله ماهويه فمزقه كل ممزق. وقيل ان يزدجرد انتهى الى طاحونة بقرية من قرى مرو فقال للطحان: اخفني ولك منطقتي وسواري وخاتمي. فقال الرجل: ان كرى الطاحونة كل يوم اربعة دراهم. فان أعطيتنيها عطلتها والا فلا. فبينا هو في راجعته إذا غشيته الخيل فقتلوه. وانتزع عثمان عمرو بن العاص عن الاسكندرية وأمّر عليها عبد الله بن مسعود أخاه لأمّه. فغزا افريقية وغزا معاوية قبرس وانقرة فافتتحها صلحا. ثم ان الناس نقموا على عثمان أشياء منها كلفه بأقاربه.
فآوى الحكم بن العاص بن أميّة طريد النبي عليه السلام. وأعطى عبد الله بن خالد اربعمائة ألف درهم. واعطى الحكم مائة ألف درهم. ولما ولي صعد المنبر فتسنم ذروته حيث كان يقعد النبي عليه السلام. وكان ابو بكر ينزل عنه درجة وعمر درجتين. فتكلم الناس عن ذلك وأظهروا الطعن. فخطب عثمان وقال: هذا مال الله أعطيه من شئت وامنعه ممن شئت. فارغم الله انف من رغم انفه. فقام عمّار [3] بن ياسر فقال: انا أول من رغم انفه. فوثب بنو أمية عليه وضربوه حتى غشي عليه. فحنقت العرب على ذلك وجمعوا الجموع ونزلوا فرسخا من المدينة وبعثوا الى عثمان من يكلمه ويستعتبه ويقول له:
إما أن تعدل او تعتزل. وكان أشد الناس على عثمان طلحة والزبير وعائشة. فكتب عثمان إليهم كتابا يقول فيه: اني انزع عن كل شيء أنكرتموه وأتوب الى الله. فلم يقبلوا