هو عليه. فلم يرجع. فأسقطوه عن منزلته. وعاش الى ان فتح عمرو بن العاص مدينة الاسكندرية [1] . ودخل على عمرو وقد عرف موضعه من العلوم فأكرمه عمرو وسمع من ألفاظه الفلسفية التي لم تكن للعرب بها انسة ما هاله ففتن به. وكان عمرو عاقلا حسن الاستماع صحيح الفكر فلازمه وكان لا يفارقه.
ومن الأطباء المشهورين في هذا الزمان بولس الاجانيطي طبيب مذكور في زمانه وكان خيرا خبيرا بعلل النساء كثير المعاناة لهنّ. وكانت القوابل يأتينه ويسألنه عن الأمور التي تحدث للنساء عقيب الولادة فينعم بالجواب لهنّ ويجيبهنّ عن سؤالهنّ بما يفعلنه.
فلذلك سمّوه بالقوابلي. وله كتاب في الطب تسع مقالات نقل حنين بن اسحق. وكتاب في علل النساء. ومنهم مغنوس له ذكر بين الأطباء ولم نر له تصنيفا.
ويكنى أبا عمرو. بويع له لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلث وعشرين للهجرة. قيل لما ضرب ابو لؤلؤة عمر بالخنجر وشرب اللبن فخرج من جراحته فقالوا له: اعهد الى من تكون الخلافة بعدك. قال: لو كان سالم حيا لم اعدل به. قيل له: هذا عليّ بن ابي طالب وقد تعرف قرابته وتقدمه وفضله. قال: فيه دعابة اي مزاح. قيل: فعثمان بن عفّان. قال: هو كلف بأقاربه. قيل: فهذا الزبير بن العوام حواريّ النبي عليه السلام. قال: بخيل. قيل: فهذا سعد. قال: فارس مقنب.
والمقنب ما بين الثلثين الى الأربعين من الخيل. قيل: فهذا طلحة ابن عم ابي بكر الصديق. قال: لولا بأو فيه اي كبر وخيلاء. قيل: فابنك. قال: يكفي ان يسأل واحد من آل الخطاب عن امرة امير المؤمنين. ولكن جعلت هذا الأمر شورى بين ستة نفر وهم عثمان وعليّ وطلحة والزبير وابو عبيدة وسعد بن ابي وقاص الى ثلثة ايام.
فلما دفن عمر جاء ابو عبيدة الى عليّ بن ابي طالب فقال له: هل أنت مبايعي على