ألف فارس من إبطالهم. فانتدبوا وولت عليهم مهران بن مهرويه عظيم المرازبة. فسار بالجيش حتى وافى الحيرة. ورجعت سرايا العرب واجتمعوا وتهيأ الفريقان للقتال وزحف بعضهم الى بعض وتطاعنوا بالرماح وتضاربوا بالسيوف. وتوسط المثنى العجم يجالدهم بسيفه. ثم رجع منصرفا الى قومه. وصدقهم العجم القتال فثبت بعض العرب وانهزم البعض. فقبض المثنى على لحيته ينتفها. فحملت قبائل العرب وحملت عليهم العجم فاقتتلوا من وقت الزوال الى ان توارت الشمس بالحجاب. ثم حملوا على العجم. وخرج مهران فوقف امام أصحابه. فحمل عليه المثنى. فضربه مهران فنبا السيف عن الضربة.

وضربة المثنى على منكبه فخرّ ميتا وانهزم العجم لا حقين بالمدائن. وثاب المسلمون يدفنون موتاهم ويداوون جرحاهم [1] . فلما نظرت العجم الى العرب وقد أخذت أطراف بلادهم وشنّوا الغارة في أرضهم قالوا: انما أوتينا من تمليكنا النساء علينا. فاجتمعوا على خلع ازرميدخت [2] بنت كسرى وتمليك غلام اسمه يزدجرد [3] وقد كان نجم من عقب كسرى بن هرمز. فأجلسوه وبايعوه على السمع والطاعة. فاستجاش يزدجرد جنوده من آفاق مملكته وولى عليهم رجلا عظيما من عظماء مرازبته له سنّ وتجربة يقال له رستم. فوجهه الى الحيرة ليحارب من ورد عليه هناك من العرب. وعقد ايضا لرجل آخر من حرّ سادات العجم يسمى الهرمزان في جنود كثيرة ووجهه الى ناحية الأهواز لمحاربة ابي موسى الاشعري ومن معه. وعند الالتقاء قتل هاذان المرزبانان العظيمان.

ومرّت العرب في اثر العجم يقتلون من أدركوا منهم.

وفي خلافة عمر فتح ابو عبيدة دمشق بعد حصار سبعة أشهر. وصالح اهل ميسان وطبرية وقيسارية وبعلبك. وفتح حمص بعد حصار شهرين. وفيها كتب عمر الى معاوية بن ابي سفيان بولاية دمشق. وفيها دخل ميسرة بن مسروق العبسي ارض الروم في اربعة آلاف وهو أول جيش دخل الى الروم. وفيها فتح عمرو بن العاص مصر عنوة وفتح الاسكندرية صلحا. وفيها دخل عياض بن غنم سروج والرّها صلحا.

وفيها افتتح ايضا الرقة وآمد ونصيبين وطور عبدين وماردين صلحا. وفتح حبيب بن مسلمة قرقيسياء صلحا. وفيها فتح عتبة بن غزوان قرى [4] البصرة ثم سار حتى وافى الأبلّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015