وكان بصيراً بالجدل، منحرفاً إلى مذهب أهل الكلام، لَهِجاً بالاحتجاج، ولذلك ما كان ينحل في إعتقاده الله مُجَازيه بها ومُحَاسِبه عنها، وله كتب مشهورة كثيرة مؤلفة: في القرآن، والفقه، والرد أخذها النّاس عنه وقرؤها عليه. وكان: خَطيباً، بليغاً، شاعراً ولد سَنَة ثلاث وسبعين ومائتين ولاية الأمير المُنْذِر رحمه الله.

وتُوفِّي: يوم الخميس لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة خمس وخمسين وثلاث مائة وهو آبن آثنتين وثمانين سنة وسبعة أشهر. ودفن بمَقْبرة قُريش، وصلَّى عليه آبنه عبد الملك.

1455 - مُنذِر بن عَطَّاف بن مُنذِر بن حلاد بن عيسى: من أهل أسْتِجَة؛ يُكَنَّى: أبا الحكَم.

سَمِعَ بقُرْطُبَة: من محمد بن عمر بن لُبَابَة، وأحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك آبن أيْمَن، ومحمد بن قاسم، وقَاسِم بن أصْبَغ ونُظرائهم. ورحل حاجاً فسمع بمكة: من آبن الأعرابي وغيره.

وكان: ثِقَة فيما رويَ، ضابطاً للكتبة. ولم يكن عنده بالفقه علم؛ ولا نفاذ في مَعَاني الحَدِيث، وإنَّما كان تغلب عليه الرِّواية. رَوى عن إسماعيل كثيراً وكان يُنْي عليه. وسمعت محمد بن يحيى بن عبد العزيز يُثنْي عليه. وتُوفِّي (رحمه الله) : بقُرْطُبَة سنة ست وستين وثلاث مائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015