قال أبو هفان:
كان عبد الله شاعرا، وكان أبوه عبد الأعلى شاعرا، وكان عبد الله متهما في دينه، ويقال: إن سليمان بن عبد الملك ضمه إلى ابنه أيوب «1» فزندقه، فدسّ له سليمان سما، فقتله وعبد الله كثير الأمثال في شعره، أنفذ أكثر قوله في الزهد والمواعظ، وهو القائل «2» :
صبا ما صبا حتى «3» علا الشيب رأسه فلمّا علاه «4» قال للباطل ابعد
ولما مات هشام بن عبد الملك اجتمع وجوه الناس وأشرافهم، وفيهم ابن عبد الأعلى الشاعر. فلما علا على مغتسله رمى ابن عبد الأعلى بطرفه نحو الباب الذي يغتسل فيه، ثم أنشأ يقول «5» :
وما سالم عما قليل بسالم ولو «6» كثرت أحراسه وكتائبهومن يك ذا باب شديد وحاجب «7» فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه
ويصبح بعد العزّ يفضيه أهله «8» رهينة لحد «9» لم تسوّ «10» جوانبه