شكر لذة طلب العلم على قدر الاستطاعة والإمكان، وينشدون بإخلاص وابتهال في الأوقات المباركة ثبات أقدامهم على جادة السنة والشريعة وبعون عناية سلاطين ذلك الزمان بلغوا أصول السعادة، محترزين من المطامع الدنية، والمطاعم الوبية:
وكان الصديق يزور الصديق ... لكسب المعالي ونشر العلوم
فصار الصديق يزور الصديق ... لشكوى الزمان وبثّ الهموم «1»
أما في هذه الأزمان غير المؤاتية والعصر الغدار، والزمن الملآن بالمحن والفتن، حيث الآمال والأماني على شفا الاضمحلال، وجدة العلم لدى الناس منسوخة، وعارفها كالعنقاء والكبريت الأحمر «2» ، والكل يشكو جور الزمان:
زماننا ذا زمان سوء ... لا خير فيه ولا صلاحا
فكلّنا منه في عناء ... طوبى لمن مات فاستراحا «3»