دأب البيهقيّ في «تأريخه» هذا على استخدام بعض الكلمات الدالة على معان خاصة، مما شاع استخدامه على عهده وما تلاه لدى الكتاب والمؤرخين وهجر فلم نعد نألفه في عربيتنا المعاصرة. ولما وجدناه يستخدم هذه الكلمات نفسها في مؤلفاته التي دوّنها بالعربيّة، آثرنا الإبقاء عليها في ترجمتنا للكتاب:
اختار، عيّن، ضمّ إلى حاشيته. ورد في «تاريخ بيهق» (في ترجمة المغيثيّ) : «ارتبطه الأمير عبيد الله بن عبد الله فنال بمذاكرته كمال المؤانسة» ، وفي ترجمة البحرويّ: «ارتبطه الفقيه الأجل شقيق نظام الملك في نيسابور لتأديب أولاده» (ص 151، 210) . وقد شاع استخدام هذا الفعل لدى مؤرخي ذلك العصر وما تلاه، ففي «دمية القصر» : «استكرمه الصاحب نظام الملك فارتبطه» ، وفيه أيضا:
«ارتبط لمنادمته نفرا من الفضلاء، ولو بعثرت خراسان لم تجد لواحد منهم نظيرا» (1/196، 2/379، ط العاني) . وفي ترجمة مسعود السّجزيّ من «المنتخب من السياق» (ص 472) : «ارتبطه نظام الملك بناحية بيهق ثم بطوس للاستفادة منه» . وفي «تاريخ مدينة دمشق» (23/388) : «ارتبطه بها إسماعيل بن أحمد والي خراسان» .
كون المرأة في عصمة الزوج. من ذلك مثلا ما ورد في «تاريخ بيهق» (ص 226) : «وله بنتان إحداهما في حبالة السيد ذخر الدين» . والحبالة مطلقا هي شراك الصائد وكذلك الشبكة. وقد استخدم المؤلف بكثرة هذه الكلمة مجرّدة في «تاريخ بيهق» وكذلك في «لباب الأنساب» عندما قال مثلا: «كانت كريمة من كرائمه في حبالة السيد الأجلّ ... »