والمفسر والأصولي مسعود بن علي الصوابي، نجد ياقوتا الحموي وقد كتب له أوسع ترجمة، اكتفى ببضعة أسطر مع ذكر عناوين مؤلفاته وبيتين من الشعر نقلها من كتاب البيهقي الآخر وشاح دمية القصر «1» ، بينما استغرقت ترجمته صفحة ونصفا من تاريخ بيهق، وفيها من المعلومات ما لا يوجد في أي مصدر آخر- بما في ذلك معجم الأدباء- حيث ذكر أسماء أساتذته ممن كانت له بهم علاقة حميمة كالمؤلف نفسه وكحجة الإسلام الغزالي وكذلك المتكلم المعروف المحسن بن كرامة الجشمي.
ونقرأ في هذا التاريخ مثلا أوسع ترجمة لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي مؤلف مجمع البيان في تفسير القرآن وغيره من المؤلفات، المتوفى سنة 548 هـ، حيث قدم عنه وعن مؤلفاته وعلاقاته الأسرية ما لا نجده في أي مصدر.
كما كتب الترجمة الفريدة لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المغيثي الذي دخل في معارك هجائية مع البحتري وابن الرومي، وحيث قال البيهقي في آخر ترجمته التي استغرقت ثلاث صفحات ونصفا مع مقطعات من شعره: «وقد أطنب الكعبي البلخي في كتابه مفاخر خراسان في حكايات وأشعار إبراهيم المغيثي البيهقي» . وكتاب الكعبي مفقود. وفي الكتاب عشرات التراجم لعلماء وأدباء وشعراء ومحدثين ووعاظ لم نجد أيا منهم في المظان المتوفرة من عربية وفارسية، فضلا عمن وجدناهم، مع تقديمه أنموذجات من آثارهم مما انفرد به.
هو حجة الدين، ظهير الدين، فريد خراسان أبو الحسن علي بن زيد بن محمد بن الحسين بن فندق، من أسرة عربية مقيمة في خراسان وما وراء النهر، ينتهي نسبه إلى الصحابي خزيمة بن ثابت المعروف بذي الشهادتين. ويبدو أن ما قيل من أنه عرف بابن