جيب الغيب إلّا جواهر المسرة، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
«1»
، وأسعفت أشجار مساعيك بغوادي الأيادي ولواقح المنائح، وطلعت شمس حسن الاتفاق في ليلك الداجي هذا من أفق التوفيق، وانجلت تلك الغفلة والتقصير:
نفس المحبّ على الآلام صابرة ... لعلّ مؤلمها يوما يداويها «2»
فاسمع تعبير هذا الحلم لتعود رياض قلبك خضراء، وتبسم شفتا مرادك: إن تلك البيداء هي مثال للموت، وتلك الوحدة هي وحدة يوم القيامة وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
«3»
وذاك التراب هو تراب المذلّة والحسرة، وذلك العري هو العري [290] من العلم والطاعة والعبادة، والجبل هو المظالم والخصوم، وذلك الأسد هو المتقاضي لحسابك وقد جاء على أثرك، وأعطاك كتابك بيدك فقلت يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ، وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ
«4»
والبئر هو جزاء أفعالك كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ
«5»
فإلى أن ينظر العمال والموكلون في الحساب، ينبغي لك أن تتأمل قليلا في حسابك، «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» «6»
:
تحاسب غيرك جهلا وتنسى ... سريع الحساب شديد العقاب