إن هذه الجماعة هم أولئك الذين كانت لديهم مناصب الولايات والوزارات ونيابات الوزارات، أما الذين كانت درجاتهم أقل منهم، والذين كان لهم حظوظ في الدنيا وأعمال السلاطين، فلا يحصيهم العد، غفر الله لهم ولجميع المسلمين والمسلمات.
ذكروا أن منجّما هرويّا نزل برستاق سجستان، وكان أحد الفلاحين منشغلا بالزراعة، واسمه آذرك، وآذر تعني النار، وآذرك تصغيرها، أي النويرة، فجاء أحد وزف إليه بشرى ولادة ابن لذلك الفلاح (آذرك) ، فقام المنجم باستخراج طالع المولود، وقال: يكون هذا الوليد قائدا للجند سفّاكا «1» ، ثم كتب زايجة «2» الطالع تلك على ورقة [267] وأعطاها لآذرك، وقد كان ذلك الولد هو حمزة الذي أراق الدماء مرات كثيرة، جاء بالعسكر من سجستان إلى أطراف خراسان- وقد نجا أولاد ذلك المنجم بسبب تلك الورقة التي كتب فيها زايجة الطالع- وكما ذكرنا فيما مضى فقد جاء حمزة إلى سبزوار وقتل خلقا كثيرا من البالغين والأطفال الذكور في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة ومئتين. ومن هناك ذهب حمزة إلى قرية طبرزندجان التي يقال لها نورندكان، فجاء زعيم تلك القرية وأظهر له الطاعة وقبل مذهبه- وكانت خطّة القرية كبيرة آنذاك- فنزل عسكره في بيوت الناس، فأمر زعيم القرية أن يقتل كل أصحاب البيوت ضيوفهم، ففعلوا ذلك، إلا أن حمزة بن آذرك نجا من القتل وهرب إلى سجستان وجاء بجيش هاجم به تلك القرية وأحرقها وخربها، وقد قتل في حدود برغمد خلقا من أطفال وبالغين، وآثار تلك المقابر ظاهرة.