ولقد رأيت أنا كثيرا من الشيوخ الذين شاهدوا هذه الحادثة، وأرخوها، وقد دعيت تلك السنة بسنة الزلزلة.
[53] وكان للقصبة سور، ارتفاعه أقل من قامتين، وكان الرمح يصل إلى أعلاه، كما يصله سيف الفارس الممتطي صهوة جواده، ولكنه كان محكما ومترسا، وقد أمر الوزير الشهيد نظام الملك رحمه الله، بالإبقاء على أسسه، على أن يبنى بارتفاع أعلى، وذلك في سنة أربع وستين وأربع مئة، إلا أن الملك المعظم، عضد الدنيا والدين، أرسلان أرغون بن ألب أرسلان «1» أمر بتخريب ذلك السور في صفر من عام تسعين وأربع مئة:
وكل حصن وإن طالت سلامته ... على دعائمه لا بدّ مهدوم
وقد بناه بعد ذلك الوزير مجد الملك، مشيد الدولة، أسعد بن محمد بن موسى القمّيّ رحمه الله «2» ، على يد العميد صفي الدين أبو سعد الفضل بن علي