مدة أربعين يوما بلياليها، وقد خرب كثير من المساكن والمواطن.
وكان زحل في تلك السنة في برج الدلو، ودخل في برج الحوت، وكان المشتري في الثور، والجوزاء والمريخ في الأسد قبالة زحل، وقال بعض الأفاضل في وصف تلك الزلزلة:
زلزلة زلزلت بها كبدي ... حلّت بأعلى محلّة البلد
هم يرصدون الحياة دانية ... لكن صرف الزمان في الرّصد
وقال نصر بن يعقوب «1» :
يا سعد إني أرّقتني رجة ... ماجت بها الأرواح في الأجسام
ماجت بها الأرض الفضاء كأنها ... فرس تنفّض بعد نزع لجام
وقال بعض فضلاء بيهق «2» من قصيدة فيها:
تتابعت الأنباء من أرض بيهق ... يحدث عنها طول ليلي سميرها
بأن مغانيها تداعت وزلزلت ... وطحطح منها بالقبيل دبيرها
وأضحت بقيعا صفصفا بعد أنسها ... وصارت خرابا دورها وقصورها
وقد خلت الأسواق من كل سوقة ... ولم ينج في دار الأمير أميرها