من ديار مصر، ثم خلفنى على قطعة من سقى الفرات، وكان أبوه من قدماء الشهود ببغداد- قال حدثني أبو الخطاب محمد بن أحمد بن زكريا الأنصارىّ الشاهد بالبصرة- وأنا قد رأيته كبيرا وكان لي صديقا وما اتفق أن اسمع هذه الحكاية منه- قال:
غلست يوما أريد مسجد الزياديين بشارع المريد لوعد كان على فيه وكانت الريح قوية بين يدي بأذرع رجل يمشى، فلما بلغنا دار رباح قلعت الريح سترة آجر وجص على رأس الحائط فرمت بها عليه، فلم أشك في هلاكه وارتفعت غبرة عظيمة أفزعتنى فرجعت، فلما سكنت الغبرة عدت اسلك الطريق حتى دست بعض السترة الساقطة ولم أر الرجل ولا أثره، فعجبت ويمت طريقي حتى دخلت مسجد الزياديين فرأيت أهل المسجد مجتمعين فحدثتهم بما رأيت في طريقي متوجعا للرجل وشاكر الله على سلامتي، فقال رجل منهم: أنا يا أبا الخطاب الرجل الذي وقعت على السترة وذاك أنى قصدت هذا المسجد لمثل ما وعدت له، فلما سقطت السترة لم أحس لها بضرب لحقني ووجدت نفسي سالما فحمدت الله وتحيرت فوقفت حتى انجلت الغبرة.
فتأملت الصورة فإذا في السترة موضع باب كبير، وقد اتفق إن وقع على رأسى وسائر جسدي في موضع الباب فخرجت منه وسقط باقى السترة لم أحس لها بضرر لحقني، فتخطيت على المنهدم وسبقتك إلى هاهنا.
من ساكني باب الشعير، كان فقيها فاضلا على مذهب الشافعي، وشهد عند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّهِ الدامغاني في التاسع من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وأربعمائة فقبل شهادته. سمع الحديث من أبوى الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزقويه ومحمد بْن محمد بن مخلد وأبنى على الحسن بن أحمد بن شاذان وآباه القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرقى وعبد الملك بن محمد بن بشران وعبيد الله بن أحمد الصيرفي وأبى بكر أحمد بن محمد غالب البرقاني وغيرهم، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
أخبرنا أبو القاسم موسى بن سعيد بن هية الله العباسي أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنبأ أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر الرزاز أنبأ ابو