أفدى الذي أرمى بأصبعه ... نحوي وقال البين قد عزما
فأجبته لا كان ذا أبدا ... فبكى وقال بذاك قد حكما
كم قد نهيتك عن مخالطتي ... فجئتني في ذاك متهما
فعلمت أن الحق في يده ... وقرعت سني [1] بعده ندما
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنيه عنه ابن سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة ثمان وأربعين وأربعمائة- يعني مات أبو الحسن علي بن الحسن السمسمي المعلم في يوم الأربعاء سادس صفر، كان يقول الشعر، وكان قليل الدين، [و] [2] سمع حديثًا كثيرًا ولم يخرج عنه شيء، وكان كثيرًا ما ينكب الناس.
أخو أبي الحسن أَحْمَد الذي تقدم ذكره، كان من فحول الشعراء ذا جزالة وفصاحة مع رقة وسلاسة، وكانت له معرفة تامة بالأدب، سمع أبا الحسين عليا وأبا القاسم عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران وأبا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد الكاتب وأبا الحسن علي بن عمر بن أَحْمَد الحمامي وغيرهم، روى عنه أبو سعد أَحْمَد بن مُحَمَّد الزوزني وأبو الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب وفاطمة بِنْت أَبِي حكيم عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الخبري- روت عنه الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعيد بن السمعاني يقول: سمعت أبا الحسن بن عبد السلام يقول: كان نظام الملك يقول لأبي منصور بن الفضل أنت ابن صردر لا ابن صربعر، قال ابن السمعاني: وقد هجاه الشريف أبو حفص بن البياضي ببيتين ظلمه وما أنصفه:
لئن أبرز الناس قدما أباك ... فسموه من شحه صربعرا