إن كنت تصدق في ادعاء وداده ... فافككه [1] من أسر الهوى أوفاده
لا تمح بالهجران رسم محله ... بصميم حبك في صميم فؤاده
رفقا به فهو العروق إذا أتى ... شيئًا فلا يغررك ابن قباده
لأمته بالبحر قبل تمامه ... فأعده بالإشغاف قبل معاده
زوده من نظر فأقنع من ترى ... من كان لحظ العين أكبر زاده
لا أنت عند اليسر من زواره ... يومًا ولا في العسر من عواده
إن الهوى ضد العقول لأنه ... يبغي جآذره عَلَى أساده
وافى إلي عتابه عن نبوة ... كانت بعادًا مردفًا ببعاده
أفدي الكتاب بناظري فبياضه ... ببياضه وسواده بسواده
يا عاذل المشتاق دعه وغيه ... إن كنت لم تقدر على إسعاده
وأظن من سعاد قد غلبت له ... ماء فصار سهاده بسعاده
أقصر أبا الفضل العتاب فإنما ... يذكي العتاب النار مثل زناده
ودع الملام لمغرم هجر الكرى ... يوم الفراق وضل طرق رشاده
تسعى صروف الدهر في إصلاحه ... يومًا وطول الهجر في إفساده
وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى ... يومًا فلا تعتب عَلَى أولاده
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي نصر مُحَمَّد بن الفضل الأصبهاني، أنشدنا [أبو] [2] الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أنشدني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ السمسمي لنفسه:
أراكم بقلبي من بلاد بعيدة ... تراكم تروني بالقلوب عن البعد
لساني وقلبي يحدثان عليكم ... وعندكم روحي وذكركم عندي
ولست ألذ العيش إلا بقربكم ... ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد
أنبأنا أبو القاسم النعال عن هزار ست [3] بن عوض الهروي، أنشدنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أَحْمَد، أنشدني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ السمسمي لنفسه: