صحب أبا الْحَسَن صدقة بْن وزير الواعظ وقدم معه بغداد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، واستوطنها وتفقه بها وسمع من أحمد بْن قفرجل وابن البطي وبالكوفة من أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن غبرة. أنبأنا ببغداد. أنبأنا ابْنُ غبره، فذكر حديثًا من الزهد لابن فضيل. ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بواسط وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وستمائة ببغداد.
(قلت: روى عَنْهُ الرزالي) .
وهو والد الْحُسَيْن. سَمِعَ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد السراج وأبا عَبْد اللَّه بْن طلحة. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر بن طبرزذ وابنه الْحُسَيْن وابن الأخضر وجماعة. وذكره ابْنُ السمعاني لكنه غلط وسماه عَبْد اللَّه. قَالَ ابنه: «توفي فِي آخر سنة أربع وخمسين وخمسمائة وَقَدْ نيف عَلَى السبعين» .
بغدادي عالم بالنحو، شرح كتاب الإيضاح فِي نحو أربعين مجلدًا وشرح اللمع لابن جني فِي عدة مجلدات وله شعر مليح. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا غالب بْن البناء وسكن فِي آخر عمره الموصل وبها توفي وأخذ عَنْهُ أهلها. (قَالَ القفطي: مر بالموصل قاصدًا دمشق وبها وزيرها الجواد جمال الدين فارتبطه وأكرمه وصدره بالموصل وغرقت كتبه ببغداد في غيبته ثُمَّ حملت إِلَيْه فشرع يبخرها باللاذن ليذهب عَنْهَا العفونة إلى أن بخرها بنحو ثلاثين رطل لأذن، فطلع ذَلِكَ إلى رأسه فأحدث لَهُ العمى.
قَالَ العماد الكاتب: «هُوَ سيبويه عصره ووحيد دهره وكان يُقال: النحويون ببغداد أربعة: ابْنُ الجواليقي وابن الشجري وابن الخشاب وابن الدهان) .
وذكره ابْنُ السمعاني فِي تاريخه وروى عَنْهُ من شعره. توفي سنة تسع وستين وخمسمائة.