سَمِعَ أبا الْحَسَن العلاف وغيره (قلت: وجعفرًا السراج) . سَمِعَ مِنْهُ عمر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن طارق. وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
سمع أبا علي ابن المهدي، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن مشق وقَالَ الْقُرَشِيّ: سَأَلْتُهُ عن مولده سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة فَقَالَ: «لي نحو أربع وثمانين سنة» .
تفقه عَلَى القاضي أَبِي خازم بْن الفَرَّاء وعلى أَبِي بَكْر الدينوري ودرس بمدرسة لَهُ أنشأها، وكان صالحًا وقرأ القراءات عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه وأبي بَكْر المزرفي وسمع من نور الهدى أَبِي طَالِب الْحُسَيْن الزينبي وأبي سعد بْن الطيوري وجماعة. قَالَ الْقُرَشِيّ: هُوَ فقيه زاهد عابد، تردد إِلَيْه النَّاس فأقرأ جماعة وتفقه بِهِ جماعة. وسَمِعت ابْنُ الأخضر يصفه بالعبادة وكثرة الأوراد وقَالَ: لقنني القرآن. ولد بعد الخمسمائة بسنة، وتوفي فِي صفر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
حافظ متقن مشهور رحال، سَمِعَ ببغداد الكثير وخرج منها سنة خمسمائة وطاف الأقاليم ثُمَّ سكن الإسكندرية وعمر حدث بالكثير ورُحل إِلَيْه من الآفاق. وكان ثقةً ورعًا. روى عَنْهُ لنا جماعة.
أنشدني عُمَر بْن عَبْد المجيد الميانشي بمكة سنة تسع وسبعين وخمسمائة، أنشدنا السلفي لنفسه:
إن علم الحديث علم رجال ... تركوا الابتداع للاتباع
فإذا الليل جنهم كتبوه ... وإذا أصبحوا غدوا للسماع