فَسَمِعْنَا مِنْكَ؟ فَقَالَ لَهُمْ: نَعَمْ فَوَعَدَهُمْ، فَجَلَسَ لهم فقالوا له: حَدِّثْنَا فَقَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَلَّتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ» ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالُوا: مَا الْخَلَّتَانِ؟ فَقَالَ: نَسِيَ عِكْرِمَةُ وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا الأُخْرَى
. أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا ابن مخلد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي روح بن محمّد السكوني- بحمص- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَاشِدٍ الرَّحْبِيُّ قَالَ: قِيلَ لأَشْعَبَ: قَدْ أَدْرَكْتَ النَّاسَ فَمَا مَعَكَ مِنَ الْعِلْمِ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلَّهِ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَتَانِ» [1] ثُمَّ سَكَتَ أَشْعَبُ فَقِيلَ لَهُ: وَمَا النِّعْمَتَانِ؟ قَالَ: نَسِيَ عِكْرِمَةُ وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا الأُخْرَى
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ الأَصْبَهَانِيُّ- بِهَا- حَدَّثَنَا جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِلالٍ الْبَزَّازَ يَحْكِي عَنْ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ الثِّقَاتِ قَالَ: أَكَلَ أَشْعَبُ مَعَ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ تَمْرًا، فَجَعَلَ يَأْكُلُ زَوْجًا زَوْجًا، فَقَالَ سَالِمٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ فِي التَّمْرِ، فَقَالَ: اسْكُتْ؛ وَاللَّهِ لَوْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَاءَةَ هَذَا التَّمْرِ لَرَخَّصَ فِيهِ حَفْنَةً حَفْنَةً.
أخبرني أبو القاسم الزهري حدّثنا على بن عمر الحافظ حدثنا محمد بن أبي الأزهر. قال: قال لنا الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها؟ فقال: أبغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم!.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمّد المرثدى حدثنا أبو إسحاق الطلحي قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال: دعا إنسان أشعب، فقال أشعب: لا والله ما أجيئك، أنا أعرف الناس بك وكثرة جموعك، قال له: على أن لا أدعو أحدا سواك، فأجابه. قال فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم صبي وهو في غرفة، فصاح أشعب: أي أبا فلان: تعال هاهنا، من هذا الصبي؟ شرطت عليك أن لا يدخل علينا أحد. قال: جعلت فداك يا أبا العلاء، هذا ابني وفيه عشر خصال، ما هن في صبي، قال: وما هن فديتك؟ قال:
لم يأكل مع ضيف قط، قال: حسبي، التسع لك.