الْآخِرَة تقدم مُحَمَّد بن الْحُسَيْن إِلَى ذيل جبل العر لإستخراج يافع فَنزل جمَاعَة مِنْهُم إِلَى سفح الْجَبَل فاشتجر الْحَرْب بَينهم وقاتلوا بالبنادق فَقتل من عَسْكَر عز الْإِسْلَام نَحْو أَرْبَعَة عشر نَفرا وَأُصِيب بجراح قدر الثَّلَاثِينَ ثمَّ حملُوا على أهل العر بسفح الْجَبَل فهزموهم إِلَى أَعْلَاهُ واتصل الضَّرْب فِي أَعْقَابهم ثمَّ طلع عَسْكَر الإِمَام وخيله إِلَى أعلا الْجَبَل وَاخْتَلَطَ الْجَمِيع وَحصل الإستيلاء على رَأس جبل يافع وقفله الْجَامِع وَدخل الْجند إِلَى بِلَاد مرفد وَبَاتُوا بهَا وَكَانَ الْمُتَوَلِي لهَذِهِ الملحمة الْأُخْرَى فيهم السُّلْطَان عبد الله بن هرهرة وَمَعَهُ رايات الشَّيْخ الحبيب وَلَهُم فِيهِ إعتقاد عَظِيم وَهُوَ شرِيف من أَوْلَاد الشَّيْخ أبي بكر بن سَالم من آل باعلوي
وَلما علم يافع باستقرار عَسْكَر الإِمَام بمرفد إجتمعوا من كل أَوب يَوْم الثُّلَاثَاء الْعشْرين من جمادي الْآخِرَة وَأَحَاطُوا بمرفد وَرَأى عَسْكَر الإِمَام أَن الرَّأْي مَعَ كثرتهم أَن لَا يخرجُوا إِلَيْهِم فيتركون لَهُم سورتهم حَتَّى يفلوا شوكتهم وترجح لجَماعَة من الْعَسْكَر النُّزُول فَقتل مِنْهُم من قتل وَفِي خلال ذَلِك وصل صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن وَكَانَ بالبيضاء فَلَمَّا صَحَّ وُصُوله وَضربت هُنَاكَ طبوله ولوا الأدبار وَاسْتولى عَلَيْهِم الإدبار ثمَّ طلبُوا بعد ذَلِك الْأمان فبذل لَهُم وَدخلت الأجناد إِلَى الموسطة وَلما سكنت الزعازع وَصلح أَمر يافع عَاد الْأُمَرَاء الْأَعْلَام إِلَى حَضْرَة الْخَلِيفَة الإِمَام وَأمرُوا على الْبِلَاد السَّيِّد الرئيس شرف الدّين بن المطهر بن عبد الرَّحْمَن بن المطهر بن الإِمَام شرف الدّين وَكَانَ على أَوْلَاد الإِمَام أَن يتلبثوا فِي الْبِلَاد بالجنود وَأَن لَا يسرعوا بعد قَضَاء تِلْكَ المآرب إِلَى الْوُفُود
وَلما بلغ سُلْطَان حَضرمَوْت هَذَا النَّصْر الجسيم وَالْفَتْح الْعَظِيم أطلق عَمه من قيد الترسيم وأشعر الإِمَام بِالطَّاعَةِ وَإِثْبَات الْخطْبَة وَالْجَمَاعَة فَأرْسل إِلَيْهِ