العولقي وَتَأَخر عَن دَائِرَة المركز للهول الَّذِي لقى وَتَبعهُ قبائل يافع بِمن بقى وَثَبت للكفاح الرصاص وَصَارَ وَقَومه دريه للرماح وهدفا للرصاص وَفِي أثْنَاء هَذَا الإلتحام عطف عَلَيْهِم من جَانب الْوَادي عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الإِمَام فاتفق الفشل من الْجَانِبَيْنِ وركبتهم موجات الْبَحْرين وَأمر أَصْحَابه صفي الْإِسْلَام بترك الرَّمْي فاخترطوا السيوف وَأَقْبلُوا على الحتوف وَاخْتَلَطَ الْفَرِيقَانِ حَتَّى اغبر الدو وإصطدمت الهامات فِي الجو وانجلت المعركة عَن قتل حُسَيْن الرصاص ورسب فِي حبائل الإقتناص فَحمل رَأسه بعد قطعه بالحزام إِلَى أَن مثل بِهِ فِي حَضْرَة الإِمَام والذاهب من أَصْحَاب الصفي قدر سِتِّينَ نَفرا وَمن سَائِر الأجناد من الْجَانِبَيْنِ خلق كثير وَانْهَزَمَ صَالح الرصاص بحشمه وحريمه إِلَى الْبَيْضَاء وانتهبت العساكر مَا وجدته فِي الْبِلَاد من الأثاث والأسلحة والأمتعة ثمَّ واجه بعد ذَلِك صَالح الرصاص على بِلَاده وقبائله

وَلما انْقَضتْ هَذِه الملحمة تَوَجَّهت الدائرة على الْبِلَاد اليافعية فَأرْسل إِلَيْهِم أَوْلَاد الإِمَام وحرضوهم على الطَّاعَة والإئتمام فأصروا على قَبِيح أفعالهم وانحازوا جَمِيعًا إِلَى شَوَاهِق جبالهم فَسَار بعض الْجند إِلَى الْخلقَة وتبعهم عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الإِمَام فاستقر بهَا يَوْمَيْنِ يظْهر الإلتماس ويجس أَحْوَال النَّاس وَقد كَانَ يصل إِلَى قريب جبل العر فيراه قد إمتلأ من قبائل يافع

وَفِي خلال هَذَا وصلت الْأَخْبَار بِأَن الشريف سَالم بن حُسَيْن الْحُسَيْنِي قادم من حَضرمَوْت بغارة إِلَى يافع فتجهز عَلَيْهِ السَّيِّد الْمِقْدَام مُحَمَّد بن أَحْمد بن الإِمَام إِلَى دثينة فَقطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَرمى جُنُوده بالتمزيق فَعَاد إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد وأسنته فِي الصعاد وسيوفه فِي الأغماد وَفِي نَهَار الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشر جمادي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015