لَهُم مَقْبرَة تعرف الْآن بمقبرة أَحْمد بن الْحس ثمَّ أَن الصفي شدّ لَهُ شدَّة الهصور وأحاطت بِهِ أجناده إحاطت السُّور فَكَانَت الْهَزِيمَة فِيهِ وَفِي حزبه وَخرج عَن مَمْلَكَته مصاحبا لكربه وَاسْتولى صفي الْإِسْلَام على ذخائره وخزنته وَملك تخته وَاسْتولى على بقعته وَهُوَ لَجأ بعد ذَلِك إِلَى يافع بعد أَن علم أَن لَيْسَ لَهُ عَاصِم وَلَا نَافِع ثمَّ أَن الصفي قرر وُلَاة على الْبِلَاد بعد أَن كمل لَهُ المرام وَتمّ لَهُ المُرَاد وَعَاد إِلَى صنعاء حَضْرَة الإِمَام وَقد وَقع على الرِّكَاز وظفر بالمرام وَلما شَارف الدُّخُول وَقع بَين مُعَسْكَره وَأهل كوكبان مَا لَا يزَال بَين الْعَسْكَر من المنافسة على البيارق فَوَقع بعض خصام وترام بالبنادق وَذهب من عَسْكَر كوكبان ثَلَاثَة أَنْفَار وَلما وافى حَضْرَة الإِمَام قر نظره وطاب من الصفي خَبره وَخَبره
وَفِي شعْبَان هَذَا الْعَام أَو الَّذِي قبله كَانَ رخص الأسعار وتفجر الْأَنْهَار وصفاء الْأَحْوَال ونمو الْأَرْوَاح وَالْأَمْوَال وَفِيه كَانَ بِمَكَّة المشرفة السَّيْل الرَّابِع والزجر الْعَظِيم الفاجع طَاف حرم الله من أمواجه بِكُل كثيب مهيل وتخلل الْكَعْبَة المشرفة وَصعد جدارها حَتَّى حَاذَى الْقَنَادِيل وأخرب جَانِبي الْبَيْت الْمَعْمُور وأزاح تِلْكَ المحاس وزحزح تِلْكَ الستور وَفِيه قَالَ السَّيِّد الْعَلامَة إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الجحافي
(أَتَى السَّيْل مجتازا بِمَكَّة موهنا ... فطهرها واجتاح مِنْهَا أباطيلا)
(وَمَا قصد الضّر الشنيع وَإِنَّمَا ... أَرَادَ من الْبَيْت الْمُعظم تقبيلا)
(يَقُولُونَ أرخ كَونه قلت فاحسبوا ... سَمِعت بِأَن المآء لَاقَى القناديلا (