وبخاصته وَرُوِيَ أَنه اعتذر عَن خُرُوجه على الإِمَام لعدم ممارسة أَحْوَال الْأَيَّام مَعَ تربيه فِي حجر أَبِيه ونشأته تَحت ظلّ نعْمَة الْأمان والحداثة وَالسُّلْطَان وَقد قيل
(سَكَرَات خمس إِذا منى الْمَرْء ... بهَا صَار نهبة للزمان)
(سكرة المَال والحداثة والعشق ... وسكر المدام وَالسُّلْطَان)
حَتَّى روى عَنهُ أَنه قَالَ لهَذَا قبضنا على أَوْلَادنَا وقصرناهم عَن تَطْوِيل إحساننا وإمدادنا وفيهَا أَمر ضِيَاء الْإِسْلَام إِسْمَاعِيل بن الإِمَام بِقطع شَجَرَة الشَّيْخ صفي الدّين أَحْمد بن علوان وَكَانَ المحرص على الْقطع الشريف مُحَمَّد بن أَحْمد المحنكي فاستدامت بِهِ عِلّة دائمة وَأَيْقَظَ لنَفسِهِ من الْعِلَل فتْنَة نَائِمَة نسْأَل الله السَّلامَة عَن مُوجب الندامة
وفيهَا طلع إِسْمَاعِيل بن الإِمَام عَن رَأْي الْمُؤَيد بِاللَّه من الْيمن إِلَى ضوران وَاسْتقر بِهِ لولاية الْبِلَاد والإصدار فِيهَا والإيراد فَعمل بِالْعَدْلِ وَحكم بِالْفَصْلِ وَصَارَ مَسْعُود الحركات فِي الْأَفْعَال والأقوال وَالْأَحْوَال فَإِنَّهُ وصل إِلَى دور شيدها غَيره ومملكة زجر سعدها طيره مَعَ بِلَاد مطمئنة إِلَى إمارته عَلَيْهَا ضامية الأكباد إِلَى وُرُوده إِلَيْهَا فطلع فِيهَا نجما زاهرا ونبع فِيهَا غصنا نَاظرا وَأَحْيَا فِيهَا معالم الْعُلُوم ونعش فِيهَا من مآثر الْأَئِمَّة قديم الرسوم وجاد حَتَّى تميزت مَاهِيَّة الْجُود كَمَا يتَمَيَّز الْمَعْرُوف بالرسوم وَالْحُدُود
(وَكَذَا الْكَرِيم إِذا أَقَامَ ببلدة ... سَالَ النظار بهَا وَقَامَ المَاء)