وعبروا الْبَحْر الْفَارِسِي فَلَمَّا عارضوا بندر مسكت وَكَانَ يَوْمئِذٍ بيد الفرنج انتهبوهم فخاف بعد ذَلِك الْمَارَّة وَانْقطع العبور عَن الْبَحْر الزخار إِلَى أَن استولى الْعمانِي على بندر مسكت كَمَا سَيَأْتِي تَارِيخه فسلك النَّاس فِي الْبحار وَأمن التُّجَّار من أُولَئِكَ الْفجار
وَفِي هَذَا الْعَام أَو الَّذِي قبله وَقع إِفْسَاد فِي بَحر القلزم وَهُوَ بَحر الْيمن من قبل الفرنج فَجهز عَلَيْهِم أَمِير اللِّحْيَة وَهُوَ النَّقِيب سعيد المجزبي عِصَابَة من أولي الفتك والممارسة للحروب فقبضوا عَلَيْهِم وأرسلهم الْأَمِير إِلَى حَضْرَة الإِمَام وَهُوَ بوادي أقرّ فِي تِلْكَ الْأَيَّام فَعرض عَلَيْهِم الإِمَام الْإِسْلَام وهم زها سبعين نَفرا فأسعدوا إِلَى الْإِسْلَام وَالْإِيمَان وَفعل بهم شعار الْإِسْلَام وَهُوَ الْخِتَان
وَفِي هَذَا الْعَام وفدت الْأَخْبَار الى الْيمن أَن بلادا من البربر فِي بِلَاد الْعَجم استولى عَلَيْهَا خسف عَظِيم شقق الأَرْض وَهدم الْعمرَان وعطل عَنْهَا السكان وَهُوَ لَا شكّ من أَمَارَات السَّاعَة بِالنِّسْبَةِ الى صَنِيع الْعَجم وَفِي التِّرْمِذِيّ وَغَيره مَا مَعْنَاهُ لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يلعن آخر هَذِه الْأمة أَولهَا فَإِذا فعلوا ذَلِك فليرتقبوا ريحًا حمرا وسخا وخسفا
وَدخلت سنة ثَلَاث وَخمسين وَألف فِيهَا أذن الإِمَام لولد أَخِيه أَحْمد بن الْحسن بن الإِمَام بالإنتقال الى مَدِينَة صنعاء والإستقرار بهَا وَقرر لَهُ مَا يقوم بِهِ