وَقصد بِلَاد يافع فَرَأى مِنْهُم غَايَة الْإِكْرَام وَنِهَايَة الاعزاز والإعظام فاطمأن خاطره وقر ناظره وَطلب مِنْهُم الْمُصَاهَرَة فَفَعَلُوا ثمَّ طلب مِنْهُم الْغَارة على قعطبة فاسعدوه وَقصد أَهلهَا على حِين غَفلَة فَوَقع حَرْب شَدِيد يشيب مِنْهُ الْوَلِيد وَكَانَ يافع قد أشرفوا على الإستيلاء لأَنهم أحاطوا بهَا لَكِنَّهَا خفت صولتهم آخر المعركة فصَال أهل الْبَلَد عَلَيْهِم حَتَّى انْهَزمُوا إِلَى بِلَادهمْ فَلَمَّا أبلغ الإِمَام علم أَن هَذَا شُرُوع من يافع فِي الْقَصْد إِلَى أَطْرَاف بِلَاده فاستدرج قُلُوبهم بالملاطفات وإرسال الصلات والكسوات فكفوا عَن ذَلِك الرَّأْي وَمنعُوا جَانب الصفي أَحْمد بن الْحسن وَقَالُوا لَا يُمكن الخلوص إِلَيْهِ لكنه مَتى بدى لَهُ رَغْبَة فَهُوَ ولدكم وَأَنْتُم أولى بِهِ

وَفِي هَذِه السّنة أذن الإِمَام الْمُؤَيد لعَلي شمسان بِالْحَجِّ فعزم وَمَات فِي أثْنَاء الطَّرِيق وَكَانَ هَذَا مِقْدَام الْحسن بن أَمِير الْمُؤمنِينَ وواحده وَله رئاسة وأقدام تصحبه عجلة فِي الإنتقام حَتَّى نسب إِلَيْهِ قتل جماعات من عَسْكَر السلطنة بعد تأمينهم واستنكر مِنْهُ ذَلِك

وَفِي أثْنَاء هَذَا الْعَام خَالف بعض الْجِهَات النجدية على الشريف زيد بن المحسن فقصدها بِنَفسِهِ وأخرب بعض قراها وأجلا عَنْهَا أَهلهَا وَهِي طَريقَة السراة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015