كثيرا مِمَّا فِي أَيدي الفرنج من الْبلدَانِ وَاسْتمرّ وَلَده بعد وَفَاته على ذَلِك الشَّأْن
وَفِي شهر ربيع الأول من هَذَا الْعَام وصلت إِلَى الصفي أَحْمد بن الْحسن كتب من الإِمَام يستكشفه فِيهَا عَن شَأْن خزانَة وَالِده وَيطْلب مِنْهُ أَن يُوضح لَهُ فِي التَّصَرُّف فِيهَا صَحِيح مقاصده وَيَقُول لَهُ إِن كَانَت بَيت مَال فَلَيْسَ لَك عَلَيْهَا يَد بِحَال وان كَانَت تَرِكَة لوالدك الْحسن فَأَنت فِيهَا أُسْوَة الْغُرَمَاء وكلكم فِي سنَن فَمَا بَال الاستبداد الَّذِي خَفِي علينا فِيهِ المُرَاد وَلَا بُد من إعداد الْجَواب يكون إِلَى اسْتِدَامَة الْمَوَدَّة من أقوى الْأَسْبَاب وَكَانَ صفي الْإِسْلَام يرى فِي ذَلِك الأوان مَعَ تعقب طيبَة نفس إِمَامه إِن مَا تصرف فِيهِ من الخزانة فيده فِيهِ أَمَانَة مَعَ مَا فِي وَجهه من الواردات وَله فِيمَا يفعل أوجه من التأويلات وَعند ذَلِك جَاشَتْ نفس الصفي وَقدر فِي خاطره أَن غير المباينة بكفاية هَذَا الْجَواب لَا يَفِي فَتحَرك من حصن ذِي مرمر لِلْخُرُوجِ ووكل الْجَواب إِلَى بطُون الأغماد وَظُهُور السُّرُوج فَتوجه إِلَى بِلَاد خولان فِي جمَاعَة من الرِّجَال وجريدة من الفرسان وَقد ضم إِلَيْهِ الذَّخَائِر النفيسة والنقد الْكَبِير وغمر أَصْحَابه بأنواع الْإِحْسَان ونفحهم بِكُل خطير وَلما وصل إِلَى بِلَاد خولان وصل إِلَيْهِ مشايخها والأعيان وبذلوا وُجُوه الرِّعَايَة وصنوف الْإِحْسَان ثمَّ ارتحل الى بِلَاد