مَعَ مَا عرفه الإِمَام من اخْتِلَاط أَحْوَال مُلُوك مَكَّة الْأَشْرَاف وتباطئ مُحَمَّد شاويش عَن رفع حَقِيقَة الْأَحْوَال
وَفِي أول شَوَّال وصلت الْأَخْبَار الشامية والحجازية أَن السُّلْطَان ندب وزيره لِلْخُرُوجِ إِلَى مصر وَأمره بِرَفْع يَد الباشا عَنهُ أَو الفتك بِهِ إِن أمكن وَنفذ بعض أعيانه إِلَى يَنْبع فَكَانَ بِسَبَب ذَلِك التفتيش على أَحْوَال بَرَكَات ومحاصرة إِبْنِ مضيان وهرب الشريف أَحْمد الْجَعْد بن زيد بن المحسن
وَفِي الْعشْرَة الْآخِرَة من شَوَّال سقط عَن فرسه نَائِب عدن الآغا فرحان بالغراس حَضْرَة الصفي فَهَلَك من حِينه وَأمر صفي الْإِسْلَام بضبط جَمِيع مَا يحتويه من الْأَمْوَال والنفائس وطبع بَيته بِصَنْعَاء واتصل بِجَمِيعِ ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ من مماليكه
وَفِي منسلخ شَوَّال توفّي الشريف الناسك الْعَارِف صَالح بن أَحْمد السراجي وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي أَكثر الْفُنُون وَمن مشائخه الإِمَام الرحلة مُحَمَّد بن عز الدّين الْمُفْتِي
وَفِي ذِي الْقعدَة رَجَعَ السَّيِّد الْحسن بن المطهر إِلَى بندر المخاء مَحل ولَايَته وَفِي الْعشْر الْآخِرَة من ذِي الْقعدَة وفدت على الإِمَام أَخْبَار بِأَن سُلْطَان عمان قد جهز براشا إِلَى المخا فاشتغل لذَلِك خاطره مَعَ تخَلّل فتْنَة حدثت بَين آل عمار ودهمة واضطرب حَال العولقي استقلاله بِنَفسِهِ
وفيهَا أظهر الإِمَام الْجَزْم بتولية وَلَده صفي الدّين للبلاد الَّتِي كَانَت بيد الْحُسَيْن بن الْمُؤَيد بِاللَّه وَكَانَ مَعَ أهل المعاليم رَغْبَة فِي أَن تكون برسم وَلَده السَّيِّد الْعَلامَة يحيى بن الْحُسَيْن أَو صنوه السَّيِّد الْبر التقي الْعَلامَة الْقَاسِم بن الْمُؤَيد لِأَنَّهُمَا أقرب إِلَى معرفَة مَا كَانَ يصير إِلَى أَعْيَان الْجِهَة السَّادة وَغَيرهم من المقررات واحتدت أمزجة جمَاعَة من الْأَشْرَاف حَتَّى واجهه بَعضهم بِكَلَام فِيهِ قساوة فَاحْتمل الإِمَام كَلَامه
وَفِي سادس عشر ذِي الْحجَّة كَانَ تَحْويل السّنة بِدُخُول الشَّمْس أول دَرَجَة فِي