وَفِي ذِي الْحجَّة جَاءَت كتب من الشَّقِيق وجازان تَتَضَمَّن الْأَخْبَار بِخُرُوج مُحَمَّد شاويش وَجُنُوده قَالُوا وَأَصله من الْيمن
وَفِي سَابِع عشر ذِي الْقعدَة دخل مَكَّة فِي قدر ثَلَاثَة آلَاف وَحط بِالْعُمْرَةِ والشريف سعد عِنْد ذَلِك أَمر بِلَالًا من المماليك بالمرور على الجناب مُحَمَّد شاويش لتسلم الخلعة فَسَار إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ الْمُعْتَاد مِنْهَا
وَكَانَت الْأَخْبَار قد وصلت من جيزان إِلَى هَذِه الْجِهَات وفيهَا أَنهم انفصلوا عَن جدة وَقد وصل إِلَيْهَا خبر تجهيز الْوَزير حُسَيْن باشا على الشريف سعد مَعَ الْمحمل الشَّامي وَكَانَ الإِمَام قد جهز لإمارة الْحَج الآغا فرحان فَفِي منسلخ ذِي الْحجَّة وصل مِنْهُ مَكْتُوب يخبر أَنه وصل بِمن مَعَه إِلَى السعدية مَحل الْإِحْرَام للتوجه إِلَى الْمَنَاسِك الْعِظَام فَجَاءَتْهُ كتب الشريف قاضية بالإرجاف والتخويف آمرة لَهُ وَلمن مَعَه بِالرُّجُوعِ إِلَى الْيمن مخبرة أَنه سيصل إِلَى مَكَّة بيك حُسَيْن فِي خيل وخول وأمراء ودول وَقد تقدمه مُحَمَّد شاويش بِتِلْكَ الْجنُود والعسكر الْمَفْقُود المنقود وَأَن الْخَيل الدَّاخِل إِلَى مَكَّة قدر الْأَلفَيْنِ والعسكر وركاب المطايا زهاء عشرَة آلَاف راجل على خَمْسَة آلَاف مَطِيَّة كل راجل مَعَه بندقان وَمَعَهُمْ الدباب وَهِي آلَة للحرب قد كَانَ بَنو أَيُّوب وَبَنُو رَسُول بِالْيمن يتخذونها واتخذها الإمامان الأعظمان صَلَاح الدّين النَّاصِر وَولده الْمَنْصُور وَأخْبر بعض من حضر دُخُول الْوَزير حُسَيْن إِلَى مَكَّة أَن جملَة الرجالة من عسكره إحد عشر ألفا
وَرجع الآغا فرحان بِمن مَعَه من السعدية رَابِع ذِي الْحجَّة وَكَانَ قد أنفذ بعض مَا عِنْده من الصر إِلَى الشريف سعد فَقَبضهُ وَلما