وضاف صَدره وَاخْتَلَطَ أمره وَلما وَفد عيد الْأَضْحَى خرج الْحُسَيْن بن شهارة وَأقَام الْعِيد فِي قَرْيَة الصاية ثمَّ عَاد وَكتب إِلَى الإِمَام يستعفيه عَن ولَايَة مَا فِي يَده من الْبِلَاد وَكَانَ يرى أَن ذَلِك مُنَبّه على الافتقاد وقامع لِأَحْمَد عَن دَائِرَة الإصدار والإيراد فَلم يعد الْجَواب إِلَّا بِأَمْر أَحْمد باتخاذ الرّيح والطبول والعسكر وَعرض أهل الْعَهْد والجند على الدفتر
وَفِي هَذِه الْأَيَّام سَار إِلَى الإِمَام كثير من أهل شبام وكوكبان وَشَكوا إِلَيْهِ أَن الْأَمِير عبد الْقَادِر بن النَّاصِر أخر عَنْهُم بعض مَا يعتادونه فأرجعهم إِلَيْهِ مصحوبين بالفقيه مُحَمَّد بن عز الدّين الْأَكْوَع الَّذِي كَانَ مَعَ شرف الْإِسْلَام الْحسن بن الْمَنْصُور
عونيا وخازنا
وَفِي خلال ذَلِك سَار السَّيِّد الإِمَام الْعَلامَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمفضل إِلَى الْوَادي وَالسَّيِّد الرئيس عماد الدّين يحيى بن أَحْمد الحمزي إِلَى صنعاء قَالَ بعض قرَابَة الإِمَام وَكَانَ فِي خاطرهما شَيْء من ذَلِك فَلَمَّا اسْتَقر الْفَقِيه بكوكبان دفتر الْحُقُوق بقلم التَّحْقِيق وَنظر فِي قانون التقسيط بِنَظَر التدقيق فَرُبمَا عالت الْفَرِيضَة على الكبراء وَدخل النَّقْص على الْأَعْيَان والأمراء فَظهر وَجه الرِّعَايَة للسيدين وقصدهما بعناء قَول بن الْحُسَيْن
(وندعهم وبهم عرفنَا فَضله ... وبضدهما تتبين الْأَشْيَاء)
ووفدت الْأَخْبَار إِلَى هَذِه الديار أَن قصَّة حسن باشا لما اتَّصَلت بالسلطان كدرت أَحْوَاله وشوشت عَلَيْهِ باله وَرُبمَا استنبط فِيهَا تغلب الشريف على مَا دون مصر فبرزت أوامره على صَاحب مصر أَن يُجهز على جدة عَسَاكِر فِيهَا كِفَايَة لحفظها ريثما يفتقد الْأَمر
وَفِي هَذِه الْأَيَّام دخل الفرنج إِلَى جَزِيرَة سقطرى من بِلَاد الْمهرِي فَصَالحهُمْ لعدم الْقُدْرَة على حربهم وَسَكنُوا مِنْهَا بمَكَان يُقَال لَهُ قشن وَكَانَ الإِمَام قد هم بتجهيز الشَّيْخ زيد الْهَمدَانِي عَلَيْهِم فَبَلغهُ تجهيز مُحَمَّد شاويش من مصر إِلَى مَكَّة فَأَضْرب عَن ذَلِك