بِخِدْمَة أَثَره أَنه احْتَاجَ يَوْم أَيَّام طلبه بِصَنْعَاء المحمية بِاللَّه إِلَى بَيت ينْقل إِلَيْهِ أَهله من الجراف فَدلَّ على بَيت بحافة سوح السَّعَادَة من جوَار الإِمَام النَّاصِر صَلَاح الدّين عَادَتْ بركاته وَلما أَرَادَ النقلَة إِلَيْهِ أخبر أَن هَذَا الْبَيْت مُنْذُ أَيَّام يرْجم بِالْحِجَارَةِ السود تَخِر إِلَيْهِ فِي الْهَوَاء من جِهَة جبل نقم قَالَ فطفته فَرَأَيْت فِيهِ جملَة من الْأَحْجَار وَعَلِيهِ دَلَائِل الوحشة والإقفار ثمَّ شاهدت فِيهِ تِلْكَ الْأَحْوَال ورأيته يرْجم مثل قبر أبي رِغَال فنقلت أَهلِي إِلَيْهِ وتعوذت بِاللَّه وتوكلت عَلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَقر بِهِ الْحَلَال ذهب عَنهُ ذَلِك الْحَال
وَفِي ذِي الْحجَّة أَمر عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الإِمَام فِي صنعاء بالتسعير مِمَّا عدا القوتين لضرب من الصّلاح
وَفِي خَامِس عشر من ذِي الْقعدَة كَانَ تَحْويل السّنة الرومية عِنْد دُخُول الشَّمْس أول دَرَجَة فِي الْحمل والمريخ بالثور وزحل بالحوت وَالْمُشْتَرِي بالأسد وَالشَّمْس والزهرة وَعُطَارِد بِالْحملِ والجوزاء بِأول دَرَجَة من الْمِيزَان ثمَّ تدخل السنبلة
وَفِي هَذِه الْأَيَّام بعث صَاحب عمان إِلَى حَاكم المخا بألفي رَطْل من الرصاص مَعُونَة لَهُ فِي دفع الفرتقال كَذَا وفيهَا مَاتَ الشَّيْخ الْعَارِف المتصوف مُحَمَّد بن الشَّيْخ طَاهِر بن بَحر ببلدة المنصورية بتهامة وَكَانَ على طَريقَة وَالِده فِي إكرام الضَّيْف وَبسط الْأَخْلَاق
وفيهَا مَاتَ السَّيِّد الْفَاضِل إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْحَضْرَمِيّ بِبَلَدِهِ أكمة سلم مَا بَين الحيمة وحراز وَكَانَ استوطنها مُدَّة وتصدر لتلقي الْمَارَّة بِالْإِحْسَانِ والأخلاق الحسان وامتد إِلَيْهِ قبائل الْجِهَة بالنذور وَكَانَ لَا يدّخر عَن القصاد وَلَا عَن نَفسه شَيْئا مِنْهَا وَمن كراماته أَن بعض الْمَارَّة رأى بعض جواريه على مورد المَاء فخامره خاطره بِمَا لَا يَلِيق وَعرف الشَّيْخ فانحرف