مقدمي الذّكر وفيهَا حِصَّة للصفي أَحْمد بن الْحسن وَشرف الدّين الْحُسَيْن بن الْمُؤَيد فَعَاد رَسُوله بِثَوَاب الإثابة ورياض المنا المستطابة وَفِي آخر رَجَب سَافر الشريف عَليّ بن حسن الْمَكِّيّ من صنعاء إِلَى مَكَّة وَكَانَ قد أَقَامَ بِالْيمن قدر عشْرين سنة وَلم يتْرك لَهُ الصفي أَحْمد شَيْئا فِي نَفسه مِمَّا يوصله إِلَى بَلَده ويحمله عِنْد الْوُصُول بَين أَهله وَولده فَلبث هُنَالك ثَلَاث سِنِين بعد استقراره وثار بَينه وَبَين قَرِيبه الشريف حيدر خصام خلص فِيهِ عَن قيد الْوُجُود إِلَى فضي الإعدام وأعان حيدر على غلبته الركة الَّتِي لحقته بِسَبَب انكسار إِحْدَى رجلَيْهِ عِنْد خُرُوجه إِلَى الْيمن فِي بِلَاد خمر بسقوطه من على فرسه وَلما قَتله حيدر واستشعر من قرَابَته الشَّرّ ضَاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْض بِمَا رَحبَتْ فَفَارَقَ مَكَّة إِلَى الْيمن ومشاها خطا عَلَيْهِ كتبت
وَفِي هَذِه الْأَيَّام اتّفق بَين الْعمانِي والفرنج فِي الْبَحْر قتال شَدِيد وَكَانَ ريح النَّصْر فِي مبادئه مَعَ جند الْعمانِي ثمَّ عطف الفرنج عَلَيْهِم فَقتلُوا مِنْهُم زهاء مِائَتي نفر وَانْهَزَمَ الْبَاقُونَ وَثَبت الفرنج فِي الْبَحْر يعوثون أَيَّامًا حَتَّى خرج مِنْهُم من خرج إِلَى المخا
وَفِي عَاشر شعْبَان اقْترن زحل والمريخ بِأول برج الْحُوت
وَفِي هَذِه الْأَيَّام غزى قوم لَا يدرى مِنْهُم إِلَى برط فَقتلُوا نَحْو الْمِائَة
وفيهَا اغتال أهل ظفار وَقتلُوا من أَصْحَاب الإِمَام عشْرين من الْخِيَار فانحصر أَمِير الدولة وَهُوَ ولد الشَّيْخ زيد بن خَلِيل واحتار فرجح نظر الإِمَام إرْسَال عَبده الْحَاج عُثْمَان زيد إِلَى حَضرمَوْت لنيابته واستدعاه الشَّيْخ زيد خَلِيل وَلَده من ظفار فَخَرَجَا جَمِيعًا إِلَى الحضرة
فَأَما ظفار فتغلب عَلَيْهِ أحد جند الدولة الكثيرية واستند فِي الظَّاهِر إِلَى الحضرة الْعلية وَكَانَ الإِمَام قد عرض ولَايَة بِلَاد حَضرمَوْت وَمَا يتَعَلَّق بهَا وَالدُّخُول إِلَيْهَا على ابْن أَخِيه شرف الْإِسْلَام الْحُسَيْن بن الْحسن فَامْتنعَ عَن ذَلِك بمشاورة صنوه صفي الْإِسْلَام وَأرْسل بعض مقاومته وَلم يتم لَهُ مرام
وَفِي رمضانها توفّي الْعَلامَة الْمُحدث زين العابدين بن عبد الْقَادِر الطَّبَرِيّ إِمَام مقَام الشَّافِعِيَّة بِالْحرم الشريف وَدفن بِمَكَّة وَهُوَ صَاحب أَسَانِيد عالية فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ