وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم
وفيهَا توفّي القَاضِي الْعَارِف بدر بن حميد من ذُرِّيَّة حميد الشَّهِيد كَانَ لَهُ معرفَة بالفقه وَتوجه إِلَيْهِ منصب الْقَضَاء والخطابة فِي جبل عفار وكحلان بدولة مُحَمَّد باشا وَفضل الله باشا وَاسْتمرّ أَيَّامًا على الْقَضَاء بدولة الْمُؤَيد ثمَّ عزل وَكَانَ زاهدا فِي ملبوسه متواضعا مطرحا للمراتب العلوية وَعرف دولة الْوَزير حسن وَكَانَ الباشا سِنَان يَوْمئِذٍ كدخداه وخادمه
وَأخْبر أَنه رأى الْوَزير فِي بعض الأعياد خَارِجا إِلَى الْجَبانَة لصَلَاة الْعِيد وَمَعَهُ أبطال الأجناد والنوبة الَّتِي تأوب لَهَا جبال الْجِيَاد فَلَمَّا نزل الْوَزير عَن الحصان وَدخل بَاب الْجَبانَة احتضنه بِيَدِهِ الْأَمِير سِنَان وَكَانَ فِي نِهَايَة الجسامة والظرافة والوزير فِي نِهَايَة اللطف والنحافة
وفيهَا جَاءَت أَخْبَار حَضرمَوْت بِأَن عشْرين برشة من الفرنج غزوا بِلَاد الْعمانِي مُكَافَأَة لمغزاه الْمَاضِي إِلَى الديو فَدَخَلُوا أَطْرَاف بِلَاده وسواحلها وانتهبوا فِيهَا وَقتلُوا من أَصْحَابه فَوق عشْرين نفسا
وفيهَا رفع الإِمَام الْآدَاب عَن أهل الذِّمَّة بعد أَن مَاتَ بَعضهم من الْجُوع وَأسلم الْبَعْض
وَفِي وسط خريفها درت شأبيب الرَّحْمَة وعاودت الْحَيَاة الْبِلَاد والعباد وَالْحَمْد لله
وفيهَا غزت دهمة إِلَى حُدُود براقش بالجوف فانتهب طرفا من إبلها وَهِي ترعا
وَفِي هَذِه الْأَيَّام عرض الإِمَام على ولد أَخِيه الْقَاسِم بن أَحْمد بن الإِمَام الدُّخُول فِي ولَايَة الْبِلَاد الَّتِي تَحت يَد صنوه مُحَمَّد بن أَحْمد فأباها احتشاما لجَانب أَخِيه فَعظم بذلك عِنْده وَعند النَّاس
وَفِي ربيع الأول وصل إِلَى الإِمَام مَكْتُوب من ملك عمان سُلْطَان بن سيف وَلَفظه
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
من إِمَام الْمُسلمين سُلْطَان بن سيف رَأس الْعَرَب اليعربي إِلَى عالي ذرْوَة جناب الْمُعظم الْهمام المكرم إِسْمَاعِيل بن قَاسم الْقرشِي الْعَرَبِيّ أما بعد فَإنَّا نحمد الله على سوابغ آلائه وَجَمِيل صنعه وبلائه ونستر شده إِلَى سلوك سَبِيل