الشحر وَأرْسل وَلَده إِلَى هُنَاكَ وَوصل بعد ذَلِك إِلَى حَضْرَة الإِمَام نَائِبه الأول مَوْلَاهُ الْحَاج عُثْمَان زيد وَفِي آخر ذِي الْقعدَة وصل إِلَى بندر المخا سُلْطَان الأزبك ومستقر مَمْلَكَته كاشغر شَرْقي بِلَاد فَارس وَمَعَهُ قدر خَمْسمِائَة من الْعَسْكَر والأتباع وَلَهُم شَوْكَة ونجدة وَكَانَ قَصده الْحَج ففاته فِي هَذَا الْعَام وَاتفقَ خصام بَين أَصْحَابه وَبَين عَسْكَر حَاكم المخا السَّيِّد ضِيَاء الدّين بن زيد بن عَليّ الجحافي فَذهب من الْفَرِيقَيْنِ جمَاعَة أَكْثَرهم من أَصْحَاب السُّلْطَان وَلما علم الْحَاكِم أَن حسم مَادَّة شرهم لَا يكون إِلَّا بأقوى مِمَّا هُوَ فِيهِ استطاب نفس مقدمهم وَسلم ديات الْقَتْلَى
وفيهَا وصل إِلَى الْيمن من الأقطار الْهِنْدِيَّة سُؤال يتَعَلَّق بغامض الْفَرَائِض وَالضَّرْب وَالْقِسْمَة وَلَفظه بعد الْبَسْمَلَة تيمنا بِذكر الْأَعْلَى مَا قَول أَئِمَّة الدّين رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ إِذا أوصى الرجل لرجل بِمثل نصيب أحد بنيه وَلآخر بِمثل مَا يبْقى من الثُّلُث بعد النَّصِيب وَكَانَ النَّصِيب مثل جذر المَال وَلآخر بِمثل نصف ربع خمس سبع تسع عشر ذَلِك الجذر ثمَّ مَاتَ وَخلف ثَلَاثَة بَنِينَ انْتهى
وتصديره من حَضْرَة السُّلْطَان أورنقزيب على يَدي مُحَمَّد خَان أَمِين فعرضه الإِمَام على من لَهُ رسوخ قدم فِي هَذَا الْفَنّ من عُلَمَاء ذمار وَغَيرهم فَمنهمْ من قَالَ هُوَ طلسم مَسْتُور إِذْ لَا يَنْقَسِم فِي الظَّاهِر على جِهَة الجبور وَأجَاب عَنهُ القَاضِي الْمهْدي بن عبد الْهَادِي الثلائي من عُلَمَاء الزيدية وتصدى للجواب عَنهُ أَيْضا بعض عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة وَرَأَيْت بِخَط بعض السَّادة الآخذين فِي هَذَا الْفَنّ أَن الْكل قد عجز عَن حل السُّؤَال وَأَن الْأَمر فِي حل مشكلة كَمَا قَالَ
(وكل يَدعِي وصلا لليلى ... وليلى لَا تقر لَهُم بذاكا)