يبْق إِلَّا يَده فِي كَمَال الظُّهُور فسبحان الْقَادِر على مَا يبهر الْعُقُول ويخرق الْعَادَات فِي كل الْأُمُور
وَفِي هَذِه الْأَيَّام نزل فِي وَادي مور سيل عَظِيم من أعالي جبال ساقين وخولان وَبلغ إِلَى تهَامَة وَأهْلك عدَّة من الْأَمْوَال
وَفِي ذِي الْقعدَة توفّي الْفَقِيه الأديب المنشئ المحاضر مُحَمَّد بن حسن أَفَنْدِي وَهُوَ الَّذِي ترَتّب للإنشاء لدولة عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن فِي أَوْقَات صفى لَهُ جوها ولمع بسعده ضوءها وَحين عملت أقلامه على الأنابيب الصم ونال من حَظّ الدولة المحمدية مَا فَاتَ الْوَزير بن القم ولازم عز الْإِسْلَام سفرا وحضرا وَكبر فِي عين الدولة خطرا وَقد كَانَ لَهُ بلاغة متوسطة لَكِن قبُول الدولة ضوع أعطارها وضاعف شنارها بِمَا تجمل بِهِ من خطير الْمَرَاتِب وسني الْمَوَاهِب وَهِي الَّتِي تنعش النُّفُوس وتزف الْمعَانِي إِلَى الْأَرْوَاح زف الْعَرُوس وَمَا زَالَ مواضبا على خدمَة عز الْإِسْلَام حَتَّى أفيض على مخدومه نفحة من دَار السَّلَام ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة عَمه المتَوَكل وَمَات بضوران للتاريخ الْمَذْكُور وَمَا كَانَ خَالِيا عَن مُشَاركَة فِي النَّحْو وَله يَد بِعلم الرمل والفلك
وفيهَا سير الإِمَام لولاية ظفار حَضرمَوْت الشَّيْخ زيد بن خَلِيل فَبلغ إِلَى